قام جيري ألن برادفورد بقتل ثلاثة جراء بريئة، وكان في طريقه لقتل
أربعة آخرين، ولكن المفاجأة... ان يتم تنفيذ الحكم على هذا المعتدي
على يد مخلوق يمشي على اربع.
فعندما توجه برادفورد لقتل احد الكلاب الأربعة، قفز هذا الأخير ودفع
المسدس بمخلبه باتجاه الجاني!!! وتم إسعاف هذا المجرم الى
المستشفى، فيما شرع المحققون في التحري مع الشهود الثلاثة
(الذين لم تتجاوز اعمارهم 12اسبوعاً) والذين انقذ رفيقهم حياتهم
جميعاً. ولكن المحققين لم يخرجوا منهم بغير الهمهمات وهز الذيل.
وقال آل دياموند، المشرف الإداري بحظيرة الحيوانات بمقاطعة اسكامبيا
التي يتم حجز تلك الكلاب فيها :"ليست لدينا فكرة عن الكلب الذي اطلق
النار على هذا الرجل، ولعل الشهود لا يريدون توريط من أنقذ حياتهم!".
وقد جرى استدعاء رجال الشرطة في بنساكولا بولاية فلوريدا الى
المستشفى المحلي الذي يتلقى فيه برادفورد العلاج من رصاصة في
معصمه.
وقال المجني عليه لرجال الشرطة، الذي فغروا أفواهم دهشة وهم
يستمعون لشكواه، ان الذي اطلق عليه النار هو احد الجراء السبعة
الذين وضعتهم كلبته مؤخراً.
وكان برادفورد ( 37عاماً) قد قرر - وفي لحظة تجرد فيها من انسانيته -
قتل الجراء السبعة بإطلاق النار على رؤوسها لما ذكره من عدم عثوره
على مأوى لهم.
قال الرقيب تيد وري :"قام برادفورد بإطلاق النار على الجرو الأول من
مسدسه عيار 0.223.ثم ذهب لإحضار بندقيته عيار 0.38، واستخدمها
في قتل جروين آخرين، ودفن القتلى الثلاثة في قبر ضحل، ثم التفت
لبقية الجراء، ولكنها كانت لحظة انتقام تلك الجراء من قاتل اخوتها.
فقد افادنا برادفورد ان احد الجراء قفز الى ذراعه اليمنى وقفز آخر على
ذراعه اليسرى في لحظة تصويبه نحو الهدف. وأخذ الذي على الذراع
اليسرى يتأرجح فدخل احد مخالبه في زناد المسدس لتنطلق رصاصة
منه تخترق معصمي لأنها انطلقت من مسافة قريبة".
وقد انطلق رجال الشرطة من المستشفى الى منزل برادفورد لمعاينة
مكان الحادث. قال رقيب الشرطة تيد :"لقد وجدنا الجراء الأربعة تتقافز
حول المكان".
وقد وضعت الشرطة يدها على القبر الضحل والبندقية والمسدس
وأخذها كإثبات على الجريمة. فيما تم اخذ بقية الجراء الناجية الى ملجأ
للكلاب.
أما برادفورد الذي لا يزال يتلقى العلاج بالمستشفى، فقد صدر بحقه أمر
قبض بتهمة القسوة في معاملة الحيوانات. وتعتزم السلطات الإبقاء
عليه في الحجز.
وقد وجدت قصة "الجرو المنتقم" تجاوباً من كل انحاء الولايات المتحدة
حيث اتصل اكثر من 100شخص يعرضون بيوتاً لإيواء الكلب البطل ورفاقه
الثلاثة. قال دياموند :"لقد كان التجاوب مع القصة مذهلاً، اذ تلقينا الكثير
من المكالمات من مختلف انحاء البلاد يبدون تعاطفهم مع الجراء
الصغيرة. ولكن لا يسعنا اطلاق هذه الجراء الآن لأنها دليل ضد برادفورد
الذي لم ينظر في قضيته بعد.
"وتتمتع هذه الجراء جميعاً بصحة جيدة وذكاء خارق وألفة غريبة. ولا
يستطيع المرء ان يتصور ان يقصد احد قتلها. ونحن لم نستطع معرفة
الجرو الذي اطلق النار على برادفورد".
وقد يضطر رجال الشرطة للاستعانة بمحققي الحيوانات الأليفة، او قد
يحتكمون الى "قضاء الكلاب" للحكم في هذه القضية الغريبة