#1
|
||||
|
||||
![]() ما هو تعريف الذل؟ أو ما هو المشهد الأكثر إذلالاً في التاريخ؟ أو ما هي أفضل الطرق لإذلال إنسان؟ شنقه بعدما كان زعيماً يصول ويجول، أم هتك عرضه أمام عينيه، أم جعله يشرب بوله؟ ربما غاب تعريف الذل عن هذه المعاني وكل المعاني التي خلقها الله على وجه بسيطته. نتحدث عن إذلال الأب والابن على حاجز، وحاجز على وزن فاعل، والفاعل هنا هم أولاد العم، والدوافع هي التسلية. في تاريخ يوم من فلسطين، وفي ساعة لم تتعدَ السادسة صباحاً بتوقيت القدس، خرج الابن شارد الذهن خمسين متراً إلى الأمام، حيث يبعد الحاجز عن منزله، ذاهبا لِلملمة لقمة العيش في مستوطنة تستلقي فوق أرضه السليبة. أبوه أيضاً استيقظ مشتت الذهن كما حياته، يفكر في حيفا وعكا والعودة الغائبة الحاضرة. وببقايا سنوات عمره الخمسين، يحاول إعالة أسرة من عشرة. في الحقيقة، لا أعرف اسم الأب أو الابن، لكني أعرف القصة التي رواها لي أحد الأصدقاء. فما حصل لم يخطر على بال الأب أو الابن، إذ خرج الاثنان وفي جيبهما سيجارة وولاعة وهوية بائسة وتصريح. خرجا يقصدان وجه الله والحاجز والمستعمرة. أما وجه الله فهو غائب عن العين، وأما الحاجز فهو الآن أمامهما، وأما المستعمرة فهي الهدف المنشود إما بالإزالة أو بتوفير لقمة العيش. وصلا وتربعا فوق صخرة قريبة، دخنا السيجارة الأولى والثانية والعاشرة، وهما بانتظار انتهاء الطابور. أحرقتهما البرودة على عكس عادتها، فالوجوه أصبحت قاتمة زرقاء تميل إلى السواد، والأيدي ترتجف كما يدا أمٌ تودّع نجلها الشهيد، والنفـــَس متقطـــِّع، ممزوج ببخار الماء الخارج من جوفين وأمعاء فارغة خاوية كما عروش فلسطين. جلسا فوق الصخرة وتبادلا أطراف الحديث عن مهمة اليوم الشاقة، حيث كانا يعملان في قصارة المنازل، واليوم من المفترض أن يقبضا أموالاً لهما لسد أفواه من بقي في بيتهما من جياع. أطراف الحديث شردت إلى المستقبل: «يا الله يا ولدي، كبرت وصرت رجال، يا الله عشان نجوزك ونشوف أولادك». «الله يخليك يا أبي ويديمك إلنا». طال الوقت هذه المرة أكثر من المعتاد، لكنه انتهى بوصول دورهما. الأب: «أوف شكلهم غيروا الجنود على الحاجز، الله يستر، جنود جداد وشكلهم وسخين على الآخر». الولد: «يا أبي كلو زي بعضو، يعني اللي قبل كانوا احسن؟». الأب: «بس كانوا يعرفونا، ويمرقونا بسرعة». الولد: «يا سيدي مرقونا ما مرقونا زي بعض». الأب: «اسكت يا ولد، بدنا نمرق ونقبض، معناش ندخن». «هي انت، حمار، تعال هون». قالها الجندي ببرود وسذاجة وبلكنة عبرية. الأب: «قلتلك هدول وسخين». الجندي: «هات هوية». الأب: «فا كا شا حفير»، وبالعربية تعني: «تفضل يا صديق». الجندي: «شيكت اني لو حفير شلخا»، وبالعربية تعني: «اخرس أنا لست صديقك». أخذ الجندي الهويتين وراح إلى حيث بقية الدورية بدعوى أنه يجري فحصاً أمنياً. طال الوقت، ملّ الولد، والأب يسبــّح الله في عقله: «لا اله إلا الله، الله اكبر، يا الله خلصونا بدنا نروح نقبض مفش عنا خبز». نفد صبر الولد، توجه إلى حيث الجنود سائلاً عن سبب التأخير غير المبرر، شارحاً أنه آتٍ من مكان قريب، وهو يمر يومياً بالحاجز، وهنا وقع ما لم يكن في الحسبان. ثار الجنود كما لو أنهم دخلوا معركة عن غير عادة. صرخوا في وجه الولد وشتموه، ولم يكتفوا بذلك، فاقترب احدهم مسرعاً، وبكعب البندقية ضربه في وسط الوجه. سال دم الولد، وراح يصرخ من شدة الألم. تدخل الأب متوسلاً، دخل هو الآخر في القفص، وراح يُجلد من الجهات الأربع، تناثرت الدماء، والصرخات أيضاً. لم يهدأ الجنود، ظلوا يضربون ويضربون، حتى تعبوا، وتوقف المشهد. أحد الجنود: «هه، قتلة مرتبة، عرب بقر حيوانات». جندي آخر: «يوم سعيد، انظر إليهما مثل الكلاب». جندي ثالث: «هكذا تلقن العرب دروساً، ممنوع عليهم السؤال، نحن فقط نسأل». جندي رابع: «يكفي، دعهم يمروا». الضابط: «لحظة، الأب وابنه، لازم يتعلموا كيف يستنوا مليون سنة بدون ما يسألوا». الضابط : «ولد، تعال إلى هنا، تريد أن تمر، أو نضربك مجددا». الولد : «بدي امرق دخيلك». الضابط: «ابصق في وجه أبيك نجعلك تمر». الولد: «ما بدي». خمسة جنود مرة أخرى انهالوا عليه وعلى أبيه بالضرب. دماء تطايرت الى السماء، وامتزجت بالدموع. وقف الحضور صامتاً مرعوباً، العراة في وجه السلاح، والنتيجة: الذل متواصل والمشهد يتكرر. استمرت الحال على هذا النحو مدة ساعة أو ساعتين، لا يهم، الجنود يأتون الولد: «تريد أن تمر، ابصق في وجه أبيك»، الولد يرفض، القتلة تتجدد. في النهاية، ما الحلّ؟ صعب التفكير مع الألم والدم، صعب البحث عن حل، الجنود يصرون والولد يصر، لكن هذه المرة إصرار الأب هزم الجميع. زحف إلى ابنه: «ابصق في وجهي يا أبي». الولد رفض، الأب توسل، مرة وعشرة وألفا، تكرر مشهد القتلة، كلما تعب الجنود استراحوا، وأعادوا الجلد بالأقدام وأعقاب البنادق، والبصق على الوجوه مباشرة، والدوس على الرأس بالأقدام. مرة أخرى وأخيرة، وهنا الولد تعب، تعب كثيراً والأب أوشك على لفظ أنفاسه الأخيرة، توسل الأخير: «يا أبي ابصق في وجهي أو بموت، أنا مش قادر أتحمل». الولد حشر في نفسه، بكى، جاح، لطم خدوده، أحس بعزرائيل يقترب من أبيه، استجمع ما في جوفه من ريق، ونثره على وجه أبيه، امتزج البصق بالدموع والدماء، وانتهت الحكاية. بعد قليل، جاء الإسعاف ونُقل الولد والابن الى المستشفى، تم علاجهما، عادا إلى البيت من دون قبضة، والولد يبكي حتى يومنا، وقد هجر بيته وأهله، وراح يعيش في مكان بعيد لا يجرؤ على النظر في عيني الوالد، يبحث عن وسيلة للانتقام. |
#2
|
|||
|
|||
![]()
لا حول ولا قوة الا بالله
شعب يعيش ضنك العيش حنا جالسين نرسل تهاني والتبريكات ورسائل الحب والغرام علي شاشات الفضائيات ملايين تذهب علي الفضائيات وياريت في نتيجة كلها ضحك علي البلاهاء والمغفلين وشعب ينذل من احفاد القردة والخنازير عشان لقمة العيش الي الله المشتكي والية المصير مشكورة اختي اموووولة علي الموضوع
__________________
![]() ![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
للاسف هاد الواقع المرير امل في كل القطاعات المعيشيه ،،، والقصه نقطه في بحر من الذل اللي بيشوفوه اهل فلسطين من المعاناه والمهانه في سبيل لقمه العيش ،،،
شكرا لكي |
#4
|
|||
|
|||
![]()
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
__________________
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]()
ميرسى سامى فعلا كلامك صحيح للاسف
|
#6
|
||||
|
||||
![]()
منورة لحظه حب اهلا بيكى اختى
|
#7
|
||||
|
||||
![]()
اهلا طعومه
![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]()
حسبنا الله ونعم الوكيل
يسلموو على الذل
__________________
![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعريف الزوجه!! | hazmi jeddah | طرائف والألغاز والفرفشة | 5 | 04-02-2008 12:52 AM |
تعريف اللبرالية | hazmi jeddah | الاسلامي العام | 0 | 23-01-2008 08:42 PM |
تعريف الزواج.....؟ | بنت المدينة | ركن المجتمع و الاسرة | 4 | 03-08-2007 03:41 PM |
تعريف الحب | sami haroon | ركن الذهبية العام | 10 | 11-01-2007 03:03 AM |
تعريف المراه | ابو رتال | ركن كلام نواعم | 7 | 05-04-2006 07:42 AM |