ومن الدواء ماقتل

[توتة هانم]

فجأة بدأ طفل السنتين في بكاء مستمر لم توقفه كل محاولات الأم، سواء بإرضاعه أو بتغيير المكان أو بحمله والمشي به في المنزل، أو أي محاولة أخرى.. الوقت متأخر، والمستشفى بعيد قليلاً.. وبعد تفكير قصير تذكرت أن إحدى صديقاتها سبق أن حكت لها عن حالة مشابهة حدثت لابنها انتهت بإعطاء بضع قطرات من زجاجة دواء صغيرة ابتاعتها من الصيدلية المجاورة.

لماذا لا تفعل ذلك؟

في الصيدلية المجاورة تمكنت من شراء الدواء نفسه الذي وصفته لها صديقتها.. قطرتان لم تسكت الطفل، ولا بد من قطرات أخرى هدأ بعدها الطفل إلى حد السكون التام.. بعد وقت ليس بالطويل، صرخت الأم حين لمحت ابنها في وضع يشبه نوبات الصرع، ولم يكن أمامها غير الإسراع به إلى المستشفى لتكتشف من شرح الطبيب أن تلك القطرات التي سكبتها في فم ابنها هي المسؤولة عن مهاجمة جهازه العصبي وحدوث التشنجات كجانب من مضاعفات المركب الكيميائي الذي يحتويه.

2
رجل في العقد الخامس من عمره، بدأ يشعر بالوهن والضعف والخمول وعدم استطاعته ممارسة نشاطاته اليومية كما يجب.. في المستشفى أخبره الطبيب بضرورة الإسراع في تنويمه وعزله وإخضاعه للعلاج المكثف بعد أن وضحت نتائج الفحوصات المخبرية وجود هبوط حاد في عدد خلايا الدم الدماغية ضد الجراثيم نتيجة تأثر نخاع العظم المسؤول عن إنتاجها..

لماذا حدث ذلك؟

حدث لأن هذا الشخص لا يمر شهر إلا ويتناول مضادًا حيويًا لبضعة أيام، لأنه يظن أن في ذلك وقاية له من العدوى والالتهابات. وقد تولدت لديه هذه القناعة بسبب استنتاجه الذاتي، ورغم أنه في صحة جيدة ولا يتعرض إلا لما يتعرض له أي شخص سليم آخر من عوارض مؤقتة.. إن ذلك المضاد الحيوي هو السبب في مشكلته، لأنه أفرط في تناوله دون مبرر، ودون استشارة..

إنهما مجرد مثالين فقط من كثير من الأمثلة على ما يمكن أن يسببه الدواء حين يساء استخدامه، إما بالإفراط في تناوله دون إشراف طبي، وإما جهلاً بمضاعفاته وإما باستعماله دون معاينة الطبيب وإرشاداته مسبقًا..

ومثل هذه المضاعفات تتفاوت في تأثيرها من المؤقت العارض إلى تعطيل وظائف أحد الأعضاء المهمة والرئيسة، وهو ما قد يؤدي إلى فشل تام ونهائي لهذا العضو، وربما تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات جسيمة تؤدي إلى الوفاة المفاجئة..

لماذا يحدث مثل ذلك؟

قد يكون لتدني مستوى الوعي والثقافة الصحية دور مهم، ولكن حتى مع هذه الحقيقة فإن مثل هذه المضاعفات الوخيمة قد تنخفض إلى حد كبير لو لم تكن هناك إمكانية لشراء الدواء دون وصفة طبيب. ودون إرشاداته بكيفية استعماله وحتى التوقف عن تناوله والمضاعفات التي يمكن أن يسببها..

إنها الأبواب المشرعة لكل من أراد ابتياع أي دواء.. إنها «الصيدليات» التي تقدم لأي أحد، مهما كانت خطورة هذا الدواء..

إنها الحوانيت التي تبيع الموت..




المصدر :
محمد داوود
المحرر الطبي جريدة عكاظ

[لحظه حب]

يسلمووووووو توته على الموضوع المهم جدا

[توتة هانم]

مشكوره حبيبتي على مرورك .... اتمنى للكل الصحه والعافيه

[sami haroon]

الدواء اذا اخذ من الراس كسر الراس يجب عدم اعطاء اي احد مهما كان دواء بمجرد ان فلان استخدمو وحتي ان كان لو نفس الاعراض

نسال الله العافية للجميع

[توتة هانم]

اهلا سامي .. الله يعطيك العافيه .....