أول إغلاق أحمر لمؤشر الأسهم السعودية عقب 7 جلسات صعودية

[مخاوي الليل]

تسببت عمليات بيع لجني الأرباح في تحويل دفة المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، نحو التراجع بنهاية تعاملات اليوم الأحد 29-3-2009، التي شهدت عدة جولات من الكر الفر بين قوى البيع والشراء، تذبذب في ظلها المؤشر بين اللونين الأخضر والأحمر عدة مرات، إلا أن قوى البيع استطاعت حسم الجلسة لصالحها، عقب 7 جلسات من الارتفاعات المتتالية، فيما لا يزال مؤشر السوق محافظاً على مواقعه فوق حاجز 4700 نقطة، مع تمسك الأسهم القيادية بمكاسبها، واحتفاظ المستثمرين بها.

ثقة المتداولين وأكد العضو المنتدب في شركة "أرك" الدكتور خالد الحارثي على أن سوق الأسهم السعودية تعيش حالة تفاؤل خلال الفترة الحالية، مع عودة ثقة المتداولين، واستقطابها لمتعاملين من خارج السوق، وذلك على وقع الأجواء العامة الإيجابية في الأسواق الأمريكية. وقال الدكتور الحارثي -خلال حديثه مع الزميلة لارا حبيب ضمن برنامج "الأسواق العربية" من قناة العربية-: "مؤشر السوق السعودية سجل أعلى مستوى في نحو 5 أسابيع، مدعوما بارتفاعات أسواق المال الدولية، وكذلك ارتفاع أسعار النفط، الذي يتحرك معه مؤشر السوق بشكل طردي خلال الفترة الأخيرة". وأوضح أن عاملي ارتفاع الأسواق العالمية وأسعار النفط أوجدا حالة من الارتياح لدى المتداولين، وعزز ثقتهم نوعا ما في السوق، متوقعاً أن تشهد السوق قيام المستثمرين بعمليات تعديل مراكزهم المالية خلال الفترة المقبلة. وعزا د. الحارثي المكاسب القوية التي تحققها أسهم البتروكيماويات الفترة الحالية، إلى التحسن الكبير الذي شهدته أسعار منتجات هذه الشركات في الأسواق العالمية، إضافة إلى أن أسعار أسهم هذه الشركات وصلت مؤخراً إلى مستويات متدنية للغاية هبطت بها إلى أقل من قيمتها العادلة، فضلاً عن التوقعات الإيجابية نسبيًّا بشأن نتائج هذه الشركات.

أداء إيجابي وخسر المؤشر العام بنسبة 0.5% تعادل 23.82 نقطة، ليغلق عند 7428.55 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة حوالي 272.1 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 145.8 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها نحو 4.8 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات). من جهتها قالت مجموعة بخيت الاستثمارية: إن الأداء الإيجابي الذي تشهد سوق الأسهم السعودية، يأتي على وقع الأخبار الإيجابية المتوالية التي تحيط بالأسواق الأمريكية التي ارتفعت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بنسبة 16% فيما ارتفعت أسواق النفط بنسبة 20% تقريباً. وأوضحت في تقرير حصلت الأسواق.نت على نسخة منه، أن ارتفاع السوق السعودية بنسبة 7% فقط, لا يعكس التحسن الملحوظ في الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية، مما يشير التساؤل عن مدى التخوف لدى المستثمرين في السوق السعودية عل الرغم من متانة الاقتصاد السعودي. وبشأن توقعاتها للأسبوع المقبل، ترى مجموعة بخيت حالة التذبذب في السوق ستستمر عقب الأداء الإيجابي الأسبوع الماضي، ضمن نطاق محدود بانتظار نتائج الشركات للربع الأول من 2009، خاصة قطاعي البنوك والبتروكيماويات مع ترقب المستجدات في الأسواق العالمية والأمريكية بشكل خاص، ليتمكنوا من تحديد النظرة المستقبلية لأداء السوق والشركات تحت الظروف الاقتصادية الحالية. وتراجع سهم "سابك" بنسبة 1.86%، ليصل إلى سعر 42.20 ريالاً، وسهم "التصنيع" 6.71% إلى سعر 13.90 ريالا، وسهم "اتحاد اتصالات" بـ 1.66% ليغلق على سعر 35.50 ريالاً.

تحليل فني وأكد عضو جمعية المحللين الفنيين -محمد بن فريحان- أن المؤشرات الفنية "إيجابية" في متوسطاتها المتحركة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه "تم اختراق متوسط 5 أيام، 10 أيام، 20 يوما و50 يوماً، والآن يحاول (المؤشر المحلي) الوصول إلى متوسط 100 يوم الذي يقف عند 4825، ولا يبدو صعبا على المؤشر الوصول إليه". وأشار بن فريحان -خلال حديثه مع صحيفة الاقتصادية- إلى أن من المؤشرات الإيجابية خروج المؤشر من القناة الهابطة قصيرة المدى، والممتدة من نقطة القمة 5350 إلى نقطة القاع 4064، كما أن المؤشر خرج من نقطة تماس القناة العلوي النقطة 4550، قبل أن ينجح المؤشر في الإغلاق فوقها بعيداً عند نقطة 4642 بفارق 100 نقطة تقريباً. لاحظ أن "مؤشرات الزخم قد وصلت إلى مناطق التضخم الذي تدعو إلى بداية جني الأرباح، والمحافظة على ما تم تحقيقه من مكاسب في الأيام الماضية". وأوضح أن نقاط الدعم الأقرب للمؤشر عند مستويات 4540، 4350، 4064 نقطة على التوالي، في حين يرى أن المقاومة الأولى تتشكل 4700، 4850، 4975، 5200، ثم 5350، لافتاً إلى أن السوق حاليا في مناطق جني أرباح، وأن كان لا يوجد ما يمنع مواصلة المؤشر الارتفاع قليلاً إلى حدود مستويات 4900 نقطة.