ارتفاع الدولار وانخفاض النفط ينعشان أسواق الأردن

[مخاوي الليل]

ارتفاع الدولار وانخفاض النفط ينعشان أسواق الأردن

http://www.alaswaq.net/files/gfx/pix_tbl.gif) repeat-y right 50%; MARGIN: 0px" cellSpacing=0 cellPadding=0 width=190 align=left border=0> القدرة الشرائية انخفاض النفط طلب متزايد على الوقود

دبي - محمد عايش

انتعشت أسواق الأردن مؤخرًا بفعل الانخفاض الكبير في أسعار النفط، إلى جانب الارتفاع الذي يشهده سعر صرف الدولار، الذي أدى بمقتضى الحال لارتفاع موازٍ في سعر صرف العملات المرتبطة به ومنها الدينار الأردني، وهو ما أدى في النهاية لانخفاض أسعار كثير من السلع والخدمات في المملكة.

ويؤكد تجار ومستهلكون أن أسعار الكثير من السلع والخدمات المستوردة شهدت انخفاضًا ملموسًا في الآونة الأخيرة، متأثرة بارتفاع سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية، أو بانخفاض أسعار النفط التي كانت قد بلغت ذروتها الصيف الماضي.

القدرة الشرائية ويتفق محللون وخبراء على أن أسواق الدول التي تعتمد على استيراد النفط، وتلك التي ترتبط عملاتها بالدولار الأمريكي استفادت من التغيرات الاقتصادية التي بدأ يشهدها العالم، وحتى استفادت من بعض آثار الأزمة المالية العالمية، ومنها التهاوي المفاجئ لأسعار النفط. وأكدت المحللة المالية نادين وهبة لـ"الأسواق.نت" أن "التدفقات النقدية خارج الدول المرتبطة بالدولار أصبحت قيمتها أعلى، بمعنى أنها أصبحت ذات قوة شرائية أعلى بعد أن ارتفع سعر صرف الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى". وقالت وهبة إن ارتفاع القدرة الشرائية للعملات المرتبطة بالدولار بفعل ارتفاع سعر صرفه يزيد من القدرة على الاستيراد، لكنه يرفع من أسعار السلع التي يتم تصديرها، مما يُصعب من مهمة تسويقها في الخارج، إلا أن المحللة وهبة استدركت بالقول: "في منطقتنا العربية نحن نستورد أكثر مما نصدر، مما يعني أننا نستفيد أكثر". ويرتبط الدينار الأردني بالدولار الأمريكي منذ عام 1995، بعد أن كان سابقًا يرتبط بسلة من العملات الأجنبية، ويساوي الدينار 1.41 دولار، بشكل شبه ثابت.

انخفاض النفط وخلافًا لارتفاع سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية، فإن الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار النفط أدى إلى انخفاض موازٍ للعديد من أسعار السلع والخدمات في الأردن، ما أدى إلى زيادة في النشاط التجاري كان يمكن أن تتعزز أكثر بكثير لولا الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها العديد من الشركات الكبرى في المملكة. ومنذ فبراير/شباط 2008 حرر الأردن أسعار المشتقات النفطية ورفعت الحكومة دعمها الكامل عن المحروقات، فأصبح الأردنيون يشترون مشتقات البترول تبعًا لأسعارها العالمية، فيما تقوم لجنة حكومية خاصة بمراجعة الأسعار شهريًّا وتقوم بتحديدها بعد النظر في الأسعار العالمية. وبحسب نقيب أصحاب محطات المحروقات في الأردن فهد الفايز فإن الأسعار الحالية للمحروقات عادت إلى المستويات التي كانت عليها خلال الفترة التي كانت مدعومة من الحكومة. وقال الفايز لـ"الأسواق.نت" إن تخفيض أسعار المحروقات بدأ في الأردن منذ الـ10 من أغسطس/آب الماضي؛ حيث تم تخفيض مادتي الكاز (الكيروسين) والسولار (الديزل) بنسبة 15%، لتتوالى بعد ذلك الانخفاضات على الأسعار. وأوضح الفايز أن مادتي الكاز والسولار ارتفعتا بنسبة 142% منذ فبراير 2008 وحتى تموز/يوليو من العام نفسه، ثم عاد السعر لينخفض وصولاً إلى مستواه السابق أيام الدعم في الوقت الراهن. وقال الفايز إن الحكومة الأردنية كانت تدعم المحروقات بنحو 450 مليون دينار سنويًّا، إلا أن الأسعار عادت إلى مستوياتها السابقة، مع توفير هذا المبلغ الكبير على خزينة الدولة، وهو ما سيتيح أمام الدولة فرصة تخصيص هذا المبلغ لأمور أخرى يستفيد منها المجتمع.

طلب متزايد على الوقود ويؤكد الفايز أن الطلب على المحروقات زاد في المملكة بصورة ملموسة بعد الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعارها، وقدر الارتفاع في الطلب عليها بنسبة تتراوح بين 12% و14% خلال الشهرين الماضيين. ويرى الفايز أن الانخفاض في أسعار المحروقات يجب أن ينعكس فورًا على العديد من السلع والخدمات في المملكة، وفي مقدمتها النقل والبضائع المستوردة. وأكد المدير العام لأسواق "فود سيتي" في العاصمة الأردنية محمود عاشور أن العديد من السلع شهدت انخفاضات كبيرة في الأسعار متأثرة بانخفاض أسعار النفط، لكن عاشور لا يرى أي أثر حتى الآن لارتفاع سعر صرف الدينار الأردني أمام العملات الأجنبية. وقال "إن أسعار البضائع المستوردة من أوروبا واليابان وكوريا لم تتغير، كما لم ترتفع كميات البضائع القادمة من هذه المناطق". وأشار عاشور في حديث خاص لـ"الأسواق.نت" إلى أن أسعار الزيوت انخفضت في الأردن 35%، وكذا الحليب المجفف المستورد انخفض بالنسبة نفسها، كما انخفضت أسعار المعلبات والبهارات والحبوب بنسب متفاوتة.