أول من أستورد الكتب في جدة
أول من استورد الكتب في جدة: هو الشيخ عبدالفتاح الرشيدي رحمه الله كان رجلاً ربعة القامة، نحيلاً قمحي اللون، وكان له دكان في زقاق "الحبّال" الذي كان هو الآخر يبيع الكتب ، ثم نقل دكانته إلى جوار مدخل بيت باناجه المعروف في " سوق الندى" بحارة الشام ، وكان من عادته أن يأخذ بضاعته من الكتب من آل الفدا في باب السلام بمكة المكرمة. ولكن كيف أصبح أول من يسورد الكتب في جدة ؟ تعالوا معي لنعرف حكايته . جاء ذات يوم ـ للأفندي محمد نصيف ـ وكان سنه آنذاك حوالي العشرين، وقال له: يا أفندي، أبغاك تكفلني عند " فرج يسر "، وكان هذا رجلاً موسراً يعتبر من تجار جدة في ذلك الزمن ، يقرض المحتاجين، وله مشاريع خيرية، أهمها أنه أعاد إجراء العين التي كانت معروفة باسمه آنذاك، أي عين فرج يسر التي أصبحت في الوقت الحاضر أحد معالم مدينة جدة التاريخية فاستفسر منه الأفندي نصيف عن الغرض من الضمان، قال: إنني أحتاج إلى عشرين ذهبية أرسلها مع فلان إلى مصر، ليرسل إليَّ بضاعة من الكتب، فإنَّ ذلك أوفر لي من شرائها محلياً.. وسأردّ المبلغ بعد انقضاء موسم الحج القادم.. فذهب معه الأفندي نصيف إلي التاجر فرج يسر ، وأخرج الشيخ " فرج يسر" المبلغ المطلوب من "البشتخته" أي من الصندوق الصغير المخصص لحفظ النقود والأوراق المهمة. وسلَّمه إليه، فكتبوا إليه سنداً به.. وتمكن الشيخ عبدالفتاح الرشيدي من استيراد كمية من الكتب، كانت أول كتب يستوردها كتبي في جدة من مصر رأساً. الكتب التي كان يبيعها في تلك الأيام صحيح البخاري وفتوح الشام والقصص الشعبية.
__________________
توكلنا على الله
|