احتراق 200 عام من ذاكرة جدة

[Abuomar]

نيران مفاجئة تتسبب في انهيار «بيت الكابلي»
احتراق 200 عام من ذاكرة جدة




ابراهيم علوي (جدة)تصوير: مديني عسيري، سعيد الشهري
بالأمس انضم بيت «الكابلي» التاريخي الاثري الى قائمة البيوت المنهارة بعد ان تعرض الى حريق! اغلب سكان هذا البيت التاريخي لم يعلموا عن قيمته، وراح اغلبهم يستغربون لملامح الاسى والحزن التي اكتست الوجوه في جدة القديمة وهم يشاهدون ألسنة اللهب تمتد الى جزء من البناية ثم ينهار امام عيونهم.. لتنهار 200 عام من التاريخ في غمضة عين وانتباهتها.
احتراق الذاكرة
النيران اندلعت بدايةً في المنزل المصنف تاريخياً واثرياً بالدرجة الثانية أمس السبت في ملحق مقام على السطح.. وانهارت الاسقف وانتقلت النيران الى الدور الثالث برغم الجهود الجبارة التي بذلها رجال الدفاع المدني للحفاظ على اثر تاريخي يشكل جزءاً مهماً في نسيج جدة ووجدانها الشعبي..
دهشة الغرباء
سكان المناطق المحيطة فوجئوا أمس بألسنة النيران تتصاعد.. ثم تكبر في منزل «الكابلي».. ووقفوا مشدوهين امام ألسنة اللهب، اما اغلب ساكني البيت ممن تم اجلاؤهم فقد جلسوا على الرصيف المقابل وقد بلغت بهم الدهشة على أسى الناس وحزنهم على «بيوتهم المحترقة»!
وفوراً سارع الجيران الى ابلاغ غرفة العمليات التابعة للدفاع المدني.. وهرعت الفرق يقودها العقيد محمد الغامدي، والعقيد عبدالله الجداوي رئيس شعبة العمليات الى الموقع..
اجلاء 32
تناوبت ستة فرق اطفاء وثلاث من الانقاذ وناقلة سنوركل في معالجة النيران في البيت المحترق.. ووقفت الشوارع الضيقة في المنطقة التاريخية حائلاً في عمليات الاطفاء، واضطرت الآليات الى الوقوف على مسافة 100 متر.. ومدّت خراطيمها من البُعد واستطاعت محاصرة النيران ومنع امتدادها الى بقية المنطقة التاريخية.. كما ان الرياح اسهمت في ارتفاع ألسنة اللهب، وفي ذات اللحظة كان رجال الدفاع المدني ببسالتهم المعهودة يجلون أكثر من 32 شخصاً من سكان المنزل، وسجل رجال الانقاذ مشاهد بطولية وهم يخترقون النيران لانقاذ السكان قبل السقوط المحتمل للبناية..
مستودع لادوات التجميل!
تحقق الاحتمال الخطر بعد لحظات من اجلاء السكان، وشعر الجميع باهتزاز المباني، وعلى الفور اصدر العقيد الغامدي تعليماته باخلاء الموقع تماماً.. وبعد ثوان تحوّل على شيء الى ركام.. انهار بيت الكابلي ولم يبق فيه غير الدور الارضي الذي يحتله مستودع لادوات التجميل!
عمليات الاخلاء شملت منزلين ملاصقين تعود ملكيتهما للكابلي، وقال رجال الدفاع المدني ان ذلك تم بسبب التشققات الخطيرة والصدوع الواضحة وميل المبنى الى الجهة الشرقية..
البيت المنهار، يوصف بانه من اشهر منازل جدة الاثرية، وكانت حالته سليمة انشائياً، وهو من ضمن 63 منزلاً اثرياً قديماً..
فرق التحقيق بقيادة الرائد عبدالله الزهراني والملازم اول بندر الحارثي باشرت الحادث ميدانياً لمعرفة الاسباب الحقيقية للحريق..
توصيلات رديئة
مصادر الامانة اشارت الى ان «الدراسات» اثبتت ان المباني الاثرية يقطنها بعض الاشخاص ممن لا يعرفون قيمتها التاريخية ويستخدمون توصيلات كهربائية رديئة تسهم في نشوب الحرائق.
عمدة حارة الشام والمظلوم سامي باعيسى اكتسى الحزن وجهه وطالب الجهات المسؤولة الاهتمام بالمنطقة...!