معرض في ذاكرة الزمان والإنسان
معرض في ذاكرة الزمان والإنسان
تابعنا بكل فخر واعتزاز فعاليات المعرض المتنقل المصور عن الملك سعود رحمه الله الذي أقيم في مملكة البحرين الشقيقة وتنشر عنه تباعاً صحفنا المحلية ووسائل الإعلام المختلفة في البحرين. ويحفل هذا المعرض بإضاءات مشرقة عن تاريخ الراحل العظيم وصور معبرة تجسد هذا التاريخ الحافل بجلائل الأعمال في سجل هذا الملك الإنسان. وذلك منذ أن بدأ مشوار حياته جنباً إلى جنب مع والده الملك المؤسس والموحد في إقامة هذا الكيان الشامخ المهيب.
وقد أحسن القائمون على إقامة هذا المعرض داخلياً وخارجياً صنعاً وحالفهم التوفيق في تجسيد هذه الذكرى وإعطاء الأجيال الحاضرة ما تتطلع إليه من معرفة شافية عن قادتها العظماء ممن قاموا بتوحيد هذه البلاد بعزيمة ومضاء ورسخوا معاني المحبة والوئام والأمن والرخاء في ربوعها وجمعوا القلوب على الولاء والإخلاص لهذا الوطن الغالي.. وتاريخ وحب الملك سعود طيب الله ثراه سيظل حياً ونابضا في قلوبنا نتوارثه جيلاً بعد جيل، فقد كان عهده- نقولها كلمة للحق والتاريخ والأجيال عهد خير وبناء وتنوير ونماء نهضت المملكة في حياته وقيادته وسارت بخطى حثيثة في معارج العلم والتقدم ورسخت مكانها تحت الشمس كإحدى الدول الكبيرة في عالمنا المعاصر. وكانت ولا تزال لها كلمتها المسموعة والمؤثرة في المحافل الدولية. وقد قدر لجيلي وفي مقتبل حياتي قبل خمسين عاماً أن عايشت عهد الملك سعود ابتداء من زيارته الميمونة لمسقط رأسي - مدينة الرس - عام 1373هـ وهي السنة التي تولى فيها زمام الحكم وقيادة البلاد. وكنت وقتها طالباً في الصف الرابع ابتدائي، فرأيت في حياتي لأول مرة هذا الحفل البهيج الذي خرجت فيه هذه المدينة عن بكرة أبيها رجالا ونساء وأطفالا لترحب بصاحب هذا الموكب المهيب تحفه القلوب والمشاعر مرحبة من أعماق قلوبها بمقدمه الميمون.. هذا القدوم الذي كان فأل خير وطالع سعد لها في مستقبل أيامها، حيث أشرقت واستنارت بزيارته الكريمة الثانية لها عام 1379هـ. ورأيت بنفسي هذا التلاحم الأبوي النابض بمشاعر الحب وصادق الولاء بين الملك القائد وعموم أفراد شعبه الوفي.. وأتمنى في هذه المناسبة أن يتكرم القائمون على شؤون هذا المعرض المتنقل بأن تحظى منطقة القصيم بشرف إقامته في ربوعها ضمن برنامج المعرض.. وأنا حين أنقل هذه الرغبة الصادقة يحدوني الأمل والتفاؤل أن تحظى بمساندة سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وساعده الأيمن الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، حفيد الملك سعود.. أكتب هذه السطور ويتراءى أمامي موقع المخيم الكبير والسرادق الواسع الذي حفل بأول لقاء شهده جيلي جمع بين الملك الإنسان وشعبه الوفي وأقيم شرق الرس في موقع يحتله الآن سوق مهرجان التمور ومكان بيع الحطب. وهو مؤهل الآن بعد لمسات بسيطة عليه من قبل البلدية ولجنة الأهالي لإقامة هذا المعرض عليه عندما تتحقق هذه الأمنية الغالية.. رحم الله الملك سعود وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.. والله المستعان.
عبدالله الصالح الرشيد
|