الجودة الشاملة في الأندية

[مخاوي الليل]

الجودة الشاملة في الأندية


عبد الرشيد تركستاني
التطور الذي يشهده العالم في مختلف جوانب الحياة، يفرض على جميع المؤسسات والمرافق تغيير نمطها الإداري وتحسينه إلى الأفضل؛ ومن ضمنها الأندية الرياضية، فلا شك في أهمية إدارة الجودة الشاملة بشكل عام والحاجة إلى تطبيقها في الأندية الرياضية بشكل خاص؛ لأن كل لعبة من الألعاب ـ في الأندية الرياضية ـ في حاجة إلى أن تدار بأسلوب علمي بعيدا عن عامل الصدفة، وأن الفشل الذي يصيب إحدى ألعاب الأندية الرياضية يكون بسبب غياب الإدارة السليمة فيها.
فرئيس النادي الرياضي الذي لا يمكنه مثلا تخطيط منهجه وبرامجه بأسلوب علمي، يكون من الصعب عليه تحقيق هدف المنهج أو البرنامج الذي يسعى النادي لتحقيقه، ولذا لا يمكنه أن يصل إلى النتائج المرجوة، فعن طريق الإدارة السليمة، يمكن تحديد مراحل العمل، وأسلوب الانتقال من مرحلة إلى أخرى بطريقة تتابعية، في إيقاع سليم، يقلل من ظهور المشكلات الناتجة عن الارتجال، ويساعد على سرعة اكتشافها إن وجدت، ويعمل على حلها.
كما أن هناك توجها في المملكة يهدف إلى تطبيق المبادئ والأساليب الحديثة على جميع المؤسسات بصفة عامة، والمؤسسات الرياضية بصفة خاصة؛ من أجل الارتقاء بها إلى معدلات عالية من الأداء والجودة ورفع كفاءتها، هذا التوجه يهدف إلى تغييرات جذرية على مؤسسات الدولة كافة، بما في ذلك مؤسساتها الرياضية، وذلك وفاء باحتياجات المستفيدين، ووفاء بمتطلبات الحياة العصرية التي أصبح شعارها «الجودة الشاملة».
ولكي تتحقق جودة الأندية الرياضية ينبغي مراعاة تطوير أسلوب الإدارة، وذلك بالبعد عن الطرق التقليدية في الإدارة، وتحقيق الجودة الشاملة لا يتم بتطبيق الأساليب الإدارية التقليدية التي ترتكز أساسا على التدرج الهرمي للسلطات، وإعطاء الأولوية لعملية الرقابة والسلطة لإصدار الأوامر واتباع الصيغ الرسمية فقط، وتكليف العاملين بما لا يتناسب مع طاقاتهم، وحرمانهم من تحمل المسؤولية، وعدم القدرة على الابتكار والتجديد، والرقابة على الأداء دون الاهتمام بجودة نوعية الإنجاز، وجميع هذه العوامل السلبية هي السائدة الآن في معظم أنديتنا للأسف الشديد.
ولو أن الأندية الرياضية سعت إلى تطبيق أهم المفاهيم الإدارية، وهو ما يعرف بـإدارة الجودة الشاملة Total Quality Management (TQM) , وذلك نظرا لأهمية إدارة الجودة الشاملة بشكل عام، والحاجة إلى تطبيقها في القطاع الرياضي بشكل خاص؛ للوصول إلى التغيير المنشود في التحسين المستمر، وتطوير أداء العاملين في المؤسسات الرياضية، عن طريق تطوير هياكلها وأقسامها الإدارية والفنية.