لااحد يعرفها والاستاذ حامد يكتشفها (النساء يلدن على الطرقات والصلاة في المنازل

[ابوحنش]

النساء يلدن على الطرقات والرجال يؤدون الصلاة في المنازل لانعدام المساجد
الكبد الوبائي يفتك بأبناء الجمة

جولة: حامد الاقبالي (الليث)
سمعنا كثيرا عن معاناة أهالي قرية (جمة) بيد أن المثل يقول «ليس من سمع كمن رأى» ومن يعيش معاناة سكان القرية الواقعة ببلاد بني فهم شرق الليث على حقيقتها يتعجب من صبر الاهالي هناك على المشاق وقسوة الحياة وكيف أن بعض نسائهم يلدن على الطرقات الوعرة وهن متجهات الى المستشفى بالليث وان أغلب السكان عاطلون عن العمل يعيشون على صناعة الفحم وبيعه بمبالغ زهيدة. فضلا عن ان الالتهاب الكبدي اصاب كثيرا منهم بفعل المياه المالحة التي لا يجدون غيرها للشرب. وطالب الأهالي بانتشالهم من الفقر المدقع الذي هم فيه وانشاء مسجد يؤدون فيه الفروض لاسيما وانهم يصلون في منازلهم. وعندما حاولت «عكاظ» سبر غور حياة الاهالي هناك عاشت واستمعت لروايات ومآس كثيرة ففي الموعد المحدد للرحلة انطلقت مركبة ذات دفع رباعي نظرا لوعورة الطريق وصعوبة التضاريس واستغرق الوصول للقرية من الليث ساعتين ونصف الساعة رغم ان المسافة ليست طويلة وما أن وصلنا على اعتاب القرية النائية المعزولة حتى وجدت دليل الرحلة سعيد شدة الفهمي في انتظارنا فتحدث باسهاب عن المآسي التي تعاني منها قريتهم نتيجة انعدام الخدمات ولعل أبرزها الموقف الذي عاشته شقيقته عندما فاجأها المخاض قبل الوصول الى مستشفى الليث حيث وضعت جنينها في السيارة على الطريق الوعر وقامت والدتها باكمال اللازم ثم عادوا الى المنزل سريعا وهي في حالة يرثى لها نتيجة تعب الطريق والوضع حتى ان الجميع فوجئوا بعودتهم بتلك السرعة وظنوا انها اصيبت بمكروه. وهذه الحادثة التي رواها الفهمي تعتبر واحدة من عشر حالات مشابهة حدثت في القرية مقترحا انشاء مستوصف بالقرية او بقرية بيرين المجاورة.
صناعة الفحم
وما أن وصلنا الى اول منزل في «جمة» حتى استقبلنا حاني عوض الفهمي (40 عاما) في مقر عمله (صناعة الفحم) حيث ان اغلب السكان يعيشون على هذه المهنة. فقال انه امتهن هذا العمل حينما يئس من الحصول على فرصة اخرى فقام بإنشاء «منداة الحطب» الذي يحرق اشجار السمر والسلم ثم يبيعها بأسعار زهيدة 20 ريالا للكيس الواحد وقد لا يصل دخله الشهري 500 ريال ويشاركه المهنة عبدالله بن مسلم وقد اتشح بالسواد نتيجة تعبئة الاكياس بالفحم.
وعورة التضاريس
والمتجول في «جمة» يلاحظ ان الطريق وعر من عقبة «امطفر» حتى الوصول الى القرية وتمتد هذه المسافة الى 21 كم وتم اعتماد مسحها وتمهيدها دوريا من وزارة النقل الا انها منذ شهرين لم تصلها فرق المواصلات كما يؤكد سليم بن معيض الفهمي ويضيف تلك التضاريس يصعب على سيارات الدفع الرباعي تجاوزها فضلا عن السيارات الاخرى التي يعتبر وصولها الى القرية في حكم المستحيل.
الامطار
ويؤيده في ذلك مسلم بن خاتم الذي أشار الى ان الاهالي يستأجرون الشيولات لفتح الطريق لاسيما في اوقات الامطار. ويأمل بندر ان تقوم الفرقة الخاصة بالليث والتابعة لوزارة النقل بتمهيد الطريق.
البطالة
واتفق سعيد الفهمي وحاسن الفهمي على ان 95% من الاهالي عاطلون عن العمل سواء من كبار السن او الشباب الحاصلين على الكفاءة والثانوية واضاف ان الاهالي يعيشون على الكفاف والمسنون منهم يعتمدون على الضمان الاجتماعي وأغلبهم يبيعون الفحم.
عش الزوجية
الشاب سعيد بن معيض الفهمي تزوج ويعيش في صندقة بمثابة شقة متكاملة بها المطبخ وغرفة الجلوس وتتحول في المساء الى غرفة نوم.
حيث أجبرته الظروف المعيشية على ذلك فلا عمل يعيش منه ولا مصدر دخل آخر لبناء منزل.
ظلام دامس
ويقول باقي بن عيضة ان اهم مطالب القرية تنحصر في الكهرباء والتي لم تصل حتى الآن اذ يعيش السكان في ظلام دامس.واضاف: رغم ان وعود الشركة دراج «الجمة» ضمن خططها لعام 2007م لكننا لم نر عموداً واحداً يقترب من القرية وطالب عيضة الجمعيات الخيرية ان تصل الى القرية وتنقذها من براثن الفقر.
الكبد الوبائي
عائض عتيق الفهمي ليس له مهنة سوى بيع الفحم تمنى ان يتبرع فاعل خير بحفر بئر مياه صالحة للشرب بدلاً من البئر الوحيدة المالحة والتي تسببت في امراض الالتهاب الكبدي.
حيث أشار الى ان اغلب السكان فقد الأمل في البلدية او المياه او الزراعة كإدارات حكومية لمساعدة القرية ويطمح في انقاذ السكان من هذه البئر او تزويدها بمولد كهربائي لرفع المياه وتغطيتها من القاذورات.
الصلاة
وطالب فيصل حسن الفهمي بإنشاء مسجد يجمع الأهالي في جميع الصلوات لا سيما في رمضان اذ انهم يفتقدون الى جامع الامر الذي جعل الاهالي يؤدون فروضهم في المنازل.
وناشد الفهمي مؤسسة الملك عبدالله للاسكان التنموي بناء مساكن خيرية لهم بدلاً من منازل الصفيح التي تتحول الى افران في الصيف لا سيما انهم جهزوا ارضاً كافية لاستيعاب المشروع.
وأيده في ذلك العم شدة بن شداد.
المقبرة
ونحن نغادر القرية شد انتباهنا سلك شائك وعندما سألنا عنه اجاب عيظة العبدلي انه يحمي المقبرة الوحيدة غير المسورة منعاً من الحيوانات السائبة من ان تسرح على رفات الموتى.

[sami haroon]

ماذا نقول حال يرثي لها

[بنت المدينة]

[JuSt a GiRl]

ربنا معاكوا والله