اسرائيل تفرج عن ركاب سفينة "الاخوة" وروايات عن تعرضهم للضرب
*ركاب سفينة الأخوة يرفعون أيديهم ابتهاجا في قرية الناقورة (رويترز)
دمشق -عماد سارة:بيروت - (أ ف ب):
سلم الجيش الاسرائيلي فجر امس الجمعة اللبنانيين الذين كانوا على متن السفينة المحملة بالمساعدات التي اعترضتها البحرية الاسرائيلية الخميس اثناء توجهها الى قطاع غزة، الى قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، على ما افاد الجيش اللبناني. وأوضح متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان "الاسرائيليين سلموا فجر اليوم(الجمعة) عبر معبر الناقورة اللبنانيين الى اليونيفيل التي سلمتهم الى الجيش اللبناني". وأوضح مسؤول امني ان العملية تمت الساعة 2.30 (12.30 ت غ) وان عدد اللبنانيين الذين تم تسليمهم عشرة. فيما ذكرت صحيفتا "النهار" و"الاخبار" اللبنانيتان امس الجمعة ان عدد اللبنانيين الذين افرج عنهم ثمانية. وتبين ان عدد ركاب الباخرة مع افراد الطاقم يتجاوز الخمسة عشرة بعدما كان ذكر لدى ابحارها ان عددهم ثمانية فقط.
الجزيرة" الفضائية القطرية وصحافية ومصور من تلفزيون "الجديد" اللبناني. وروت الصحافية سلام خضر من الجزيرة في رسالة تلفزيونية بثت صباح امس الجمعة ان عدد اللبنانيين المفرج عنهم هو ثمانية، مؤكدة الافراج عن "جميع ركاب سفينة الاخوة"، وموضحة ان ستة سوريين سلموا الى القوات الدولية في هضبة الجولان السورية عبر معبر القنيطرة. وذكرت انه سيتم "ترحيل الركاب الاجانب الذين كانوا في السفينة عبر مطار بن غوريون" في اسرائيل، من دون ان تحدد عددهم. وذكرت سلام خضر ان رجلي دين مسلمين كانا على متن السفينة بالاضافة الى مطران القدس السابق لطائفة الروم الكاثوليك هيلاريون كبوجي (84 عاما) السوري الجنسية. وقالت مراسلة الجزيرة ان الاسرائيليين "تعاملوا بقسوة معنا وتعرضوا لنا بالضرب"، مشيرة الى انهم "اطلقوا النار على السفينة لدى اعتراضها" قبالة غزة ثم اقتيادها الى ميناء اشدود الاسرائيلي. وقال مصور "الجزيرة" محمد عليق عبر التلفزيون ان الجنود الاسرائيليين صادروا كل الاشرطة التي صورها وكل المعدات. وبقيت سفينة المساعدات التي يملكها فلسطيني ومسجلة في توغو محتجزة في ميناء اسدود. وكانت السفينة "تالي" التي اطلق عليها اسم "سفينة الاخوة" محملة باطنان من المواد الطبية والادوية والمواد الغذائية والملابس والالعاب ومواد التنظيف ووحدات دم والفرش المقدمة من هيئات وجمعيات اهلية فلسطينية ولبنانية.
وانطلقت السفينة من مرفأ طرابلس في شمال لبنان ليل الاثنين وتوقفت في ميناء لارنكا في قبرص قبل ان تستأنف رحلتها نحو غزة.
الى ذلك استلمت سورية رعاياها من معبر القنيطرة بعد الافراج عنهم وأكد فيصل مقداد معاون وزير الخارجية السوري أن إسرائيل تأبى إلا الظهور بوجهها الحقيقي كدولة إرهابية ودولة قرصنة قتلت الآلاف من أبناء شعبنا وشردت الملايين.
من جهته أعرب المطران هيلاريون كبوجي لدى وصوله إلى مدينة القنيطرة وخمسة من طاقم سفينة الاخوة عن سعادته لوصوله إلى أرض القنيطرة المحررة ومؤكدا أن التحرير هو ما نصبو إليه وان قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة رهن بتضامننا وجمع شملنا ووحدة صفنا وإيماننا المطلق بعدالة قضيتنا.
وخاطب كبوجي أهل غزة المحاصرة بالقول كنا سنسعد أكثر بلقائكم ولكننا معكم قلبا وفكرا ولا بد لهذا الليل ان ينجلي وان نجتمع كراما أعزاء في وطننا فلسطين على أصوات تكبيرات المساجد وأجراس الكنائس لأن وحدة الصف الفلسطيني هي حجر الزاوية في قوتنا في وجه الهمجية والظلم. وروى كبوجي كيف ان سلطات الاحتلال منعت اكثر من 50 طنا من المواد الغذائية والأدوية من الوصول الى المنكوبين في غزة وما رافق ذلك من تصرفات همجية تعكس عقلية الاحتلال وقال ان دافعه للذهاب في هذه الظروف الى غزة كان واجبا دينيا وأخلاقيا تجاه أهله ووطنه.