مسؤول حمساوي لـ «الرياض»: إعلان التهدئة غير ممكن اليوم بسبب الغموض الإسرائيلي
دمشق - عماد سارةالقدس المحتلة - (رويترز)
أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اتصال هاتفي مع "الرياض" أن التهدئة لن تشهد النور اليوم السبت بين حماس وإسرائيل و حمّل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات من خلال ردها على مطالب حماس بعبارات مطاطة غامضة فضفاضة وحمّالة أوجه على حد وصفه. وتتضمن المبادرة المصرية تحويل المعابر لغايات الحاجات الانسانية من الأغذية والادوية، مع الرجوع إلى اتفاقية 2005 حول معبر رفح التي تملك إسرائيل حق الفيتو عليها"، بينما طرحت أفكار تدور حول تمركز أفراد من الأمن الرئاسي التابع للسلطة الوطنية على الجانب الفلسطيني من المعبر على أن توضع أسلاك شائكة على بعد معين منهم لتتمركز بعدها وعلى الجانب نفسه قوات من حماس. وفيما يتعلق بنقاط التوافق بين حماس وإسرائيل أكد ابو مرزوق أن نقاط التوافق محدودة جدا وأن حماس رفضت الربط بين اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط وبين فتح المعابر كما أنها رفضت التهدئة طويلة الأمد مؤكدا أن الموافقة على التهدئة التي تطلبها إسرائيل يعني موت المقاومة أو وضعها في حالة موت سريري. وحول مسألة الأنفاق أكد نائب رئيس المكتب السياسي أن إسرائيل فشلت في تدمير الأنفاق منوها إلى أن وجود الانفاق سببه اغلاق المعابر وأضاف أن مسألة منع حفر الأنفاق أو منع التهريب مسؤولية إسرائيل وليس حركة حماس. وفيما يتعلق بالأنباء التي تحدثت عن قبول حماس وقف اطلاق الصواريخ وطلبها من مصر اقناع فصائل المقاومة بنفس الأمر أكد ابو مرزوق أن التهدئة لها شقين فتح المعابر و وقف الأعمال العسكرية وأضاف عندما طُلب من حماس اقناع بقية الفصائل بوقف الأعمال العسكرية قلنا لهم "إن اقناع الفصائل الأخرى بوقف الأعمال العسكرية ليس من مسؤولية حماس". وعن ربط إسرائيل بين إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وبين فتح المعابر مائة في المائة قال موسى " الأولى بإسرائيل أن تسأل عن وضع شاليط بعد اعتدائها على غزة أي يجب أن تحصل على معلومات حوله بدلا أن تطالب باطلاق سراحه" منوها إلى أن" إسرائيل تراجعت عن ربط فتح المعابر باطلاق سراح الجندي الإسرائيلي" وحول اغتيال القائد في سرايا القدس قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن عملية الاغتيال لها تأثير كبير على التهدئة مشددا في الوقت نفسه بأن الاغتيال يعني أن التهدئة يجب أن تشمل الضفة وغزة ومن حق فصائل المقاومة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية. كما أكدت مصادر في فصائل المقاومة "للرياض" أن القبول بالتهدئة يجب أن يكون ضمن رزمة واحدة أي أن يتم الإعلان عن تهدئة بالتزامن مع فك الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان مع اعادة النظر في اتفاقية 2005 حول معبر رفح، والتوصل إلى صيغة لتحقيق الحوار والوحدة الوطنية وعدم اعطاء ضمانات تتعلق بالسلاح، باعتبار أن قوى المقاومة من حقها الرد على أي خرق من جانب إسرائيل. و قال دبلوماسيون غربيون إن مصر تأمل في التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة خلال أيام لكنها تواجه مهمة صعبة في دفع اسرائيل حماس الى ان تحددا بالضبط ما هما مستعدتان لتقديمه. وقبل أقل من أسبوع من الانتخابات الاسرائيلية ازدادت مفاوضات القاهرة تعقيدا بدرجة كبيرة بينما تضغط اسرائيل على حماس للافراج عن جندي اسرائيلي أسير وتضغط مصر على الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة. وفي اطار هذه التعقيدات طرحت اسرائيل عرضها الاخير وهو طبقا لحماس يقضي بفتح معابر غزة بما يصل الى نحو 75 في المائة من طاقتها لتخفيف معاناة السكان والنقص في الامدادات. وتقول الحركة الاسلامية انها فهمت ان ذلك سيحدث بعد سريان هدنة قادرة على الصمود وان المعابر ستفتح بشكل كامل بعد الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط . ويمكن ان يؤدي التوصل الى اتفاق مفاجئ لمبادلة شاليط ببعض السجناء من بين آلاف من سجناء حماس في اسرائيل الى اعطاء دفعة قبل الانتخابات لكل من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما وايهود باراك وزير الدفاع زعيم حزب العمل الذي تظهر استطلاعات الرأي تخلفهما عن بنيامن نتنياهو زعيم حزب ليكود رغم التأييد الشعبي للحملة التي شنتها الحكومة الاسرائيلية على قطاع غزة واستمرت 22 يوما. ويقول الدبلوماسيون ان المعضلة تكمن في التفاصيل وأيضا في استعداد حماس الظاهر لقبول المطلب الغربي بعودة قوات الامن التابعة لمنافسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لادارة المعابر. كما لم تحدد اسرائيل بعد ما تعنيه "بطاقة المعابر" وهو ما يجعل مفهوم "75 في المائة" صعب التحديد. كما تصر اسرائيل على الاحتفاظ بحقها في اغلاق معابر قطاع غزة "لاسباب امنية" كما عليها ان تحدد نوع البضائع التي ستسمح بمرورها وبأي جدول زمني.