رسالة إلى وزير الثقافة والإعلام.. مع التقدير

[مخاوي الليل]

رسالة إلى وزير الثقافة والإعلام.. مع التقدير
معالي وزير الثقافة والإعلام - حفظه الله -.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أفيد معاليكم بأننا حريصون على نهضة الوطن مثلكم، لذا فكرت ملياً بأنسب الطرق لمراسلتكم، ووجدت الرسائل طريقة مختصرة ومركزة، واخترت عنوان الرسالة مستقبل الإعلام السعودي وتأثيره، وحرصت على إرسالها إلى عنوانكم الكريم مغلفةً بختم ساعي البريد.
معالي الوزير ابتلينا في المجتمع ببعض العادات الظلامية كعدم الصدق والتمثيل والتنافس السلبي، وهي ما تسببت في ظهور حالة من الإحباط وأثرت على نهضة الوطن، والإحباط يكافح بطرق منها التحفيز. لذلك يعد استثمار التلفزيون السعودي في شراء مواد إعلامية تكافح ثقافة الإحباط ضرورة، ومنها أفلام لقصص نجاح أفراد ونهضة دول، ليتسنى للجميع متابعة كيف نجح الآخرون؛ وكيف نهضوا ليشع فجر التغيير الإيجابي؛ ويتعلم الناس الصبر وأن الفشل أولى عتبات النجاح وينشغل الجميع برسم معالم قصص نجاحهم وتتفكك حالات الجمود الفكري في المجتمع.
معالي الوزير نستطيع من خلال تواجدنا في وسائل الإعلام تقديم الكثير لقضايانا الوطنية، ومنها على سبيل المثال البطالة، من خلال الترويج للفرص المتاحة والبديلة للفرص الوظيفية كالعمل الحر، وبحسب تصرح مدير عام صندوق المئوية عضو مجلس ادارته الأستاذ هشام طاشقندي في صحيفة الوطن يوم الاثنين الموافق 16/2/2009م العدد 3062 أن قلة المتقدمين لطلب قروض لتأسيس مشاريعهم الخاصة هي من كانت وراء صرف 69 مليوناً من أصل مليار ريال، وعند محاورة بعض العاطلين عن تأسيس مشروع صغير نجد من حديثهم أن التمويل هو المؤرق لهم، مما يعني أننا نستطيع توصيل رسالة الصندوق للشريحة المستهدفة بإعلانات تجارية مجانية أو مواد إعلامية من خلال التلفزيون السعودي بقنواته: الأخبارية، الرياضية، الأولى، وعند توزيع المبالغ المتبقية من المليار إلى مشاريع حسب آلية إقراض الصندوق وهي من 50 – 200 ألف للمشروع، نكون قد ساهمنا في القضاء على معاناة من 4.655 إلى 18.620 عاطلاً من خلال توجيه فكر الشباب الى الاستثمار ونكون قد سهلنا مهمة الصندوق في إطلاق مشاريع جديدة وغني عن القول إن كل مشروع حديث كفيل بضخ فرص وظيفية لسوق العمل وستشع ثقافة الأمل بين العاطلين، وما ينطبق على مثال الصندوق ينطبق على غيره من الجهات التي تطمح لإيصال صوتها لشرائحها المستهدفة.
معالي الوزير لدينا طاقة اقتصادية مهدرة والمتمثلة في المشاهير في المملكة، ويمكننا من خلالهم إيصال رسائل تغيير أو تنوير لخدمة أهداف وطنية ومن الأمثلة عليهم لاعبو كرة القدم، فيمكننا الاستفادة منهم للتأثير الإيجابي في النشء، والبدء في مكافحة الفراغ الفكري بالطرق الأكثر تأثيراً حسب الشريحة المستهدفة.
معالي الوزير، لايخفى عليكم أن الإعلام إذا توجه بطريقة جيدة وفر الوقود لإطلاق نهضة، لذلك نحتاج إلى التنسيق مع أجهزة القطاع العام الأخرى لتزويدنا برسائل سنوياً يطمحون لتوصيلها للمجتمع لنتمكن من تسليط الضوء عليها.
معالي الوزير: الإعلام الإنترنتي يحظى بجماهيرية أعلى من جماهيرية وسائل الإعلام الوطنية وليس بالضرورة أن كل ما ينشر في الإنترنت صحيح، وهو ما قد يتسبب في تلوث فكري جزئي، لذى نحن بحاجة إلى تقييم كمية المطبوعات اليومية من الصحافة، وإعداد نسب مشاهدة للبرامج التلفزيونية لتكون مؤشراً على مقدار المتابعة، وعلى أساسها يتم تحديد مقدار الفجوة بين الوضع الحالي والمستهدف، ويتم تحديد مقاييس للعمل المهني الاحترافي وتقييم الكوادر التي تعمل في الصحافة والإعلام المرئي وتطوير أو تغيير ما تقادم فكرياً منها، وعلى أن يتم تدريب الإعلاميين السعوديين في وسائل إعلام عالمية على نفقة الوزارة للنهوض بمستوى الإعلام.
معالي الوزير غيابنا عن مناقشة قضايانا الوطنية تسبب في تجييرها للخارج وأصبحت الفضائيات تقوم بدور المحاور، أليس من حق الوطن علينا أن لا نجير قضاياه الى أي بقعة خارج حدوده؟
سبق أن ناقش الزميل عبدالله الطويرقي الموضوع بتفصيل أكبر في مقالة بعنوان أحوالنا والتجيير للخارج نشرت في صحيفة الوطن يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2007م العدد (2623) ووجدتها فرصة لإحياء مقالته من جديد.
معالي الوزير قضيتم جزءاً من حياتكم في لبنان وأهنئكم عليها لقربكم من دور النشر وهو ما يسهل الاطلاع على جديد الكتب دون الحاجة إلى انتظار معارض الكتاب أو أشهر لتتوفر في المكتبات الوطنية.
معالي الوزير لا أعلم، هل أهنئ أنفسنا بك، أم أهنئ الوطن بحصولك على ثقة خادم الحرمين الشريفين لتقود دفة الثقافة والإعلام في المملكة، والأكيد أن الفترة القادمة ستكون مثيرة وحافلة بالإنجازات.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير
التوقيع/ مواطن غيور على مستقبل وطنه