إيقاف تراخيص التعدين ونقل مساكن عمال الشركات
إيقاف تراخيص التعدين ونقل مساكن عمال الشركات
قايد آل جعرة، أحمد معيدي ـ نجران
أوصت لجنة مشكلة من ثلاث جهات حكومية بنقل مساكن العمال في «بئر عسكر» إلى داخل حدود تراخيص مؤسسات التعدين، إضافة إلى وضع حدود للمناطق السكنية في المنطقة وحمايتها من التداخل مع مناطق الاستثمار التعديني بمسافة كافية بما يحفظها من التأثيرات البيئية المختلفة، كما أوصت اللجنة بإيقاف التصاريح التي لم يبدأ العمل في مواقعها وعدم منح أو تجديد لتصاريح التعدين في المنطقة إلا بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وكان مدير عام الصحة الوقائية في وزارة الصحة وجه الشؤون الصحية في منطقة نجران بتشكيل لجنة من الصحة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وأمانة منطقة نجران للإفادة العاجلة عن معاناة سكان مركز بئر عسكر مع شركات التعدين والتي يتهمونها بنشر الأمراض الوبائية بينهم. («عكاظ» 5/3/1430هـ). وأكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في صحة نجران صالح بن علي آل ذيبة أن المديرية تلقت خطابا من مدير عام الصحة الوقائية في وزارة الصحة حول شكوى تقدم بها أهالي بئر عسكر أفادوا فيها بأن غاز «الرادون» الذي يتصاعد أثناء استخراج صخور الجرانيت بواسطة الشركات التي تعمل في المناطق المحيطة بمنازلهم تسبب في العديد من الأمراض المستعصية إضافة إلى مرض الصفار المعروف بـ«التهاب الكبد الفيروسي» والذي انتشر بين طلاب وطالبات المدارس في قريتهم وذلك بسبب تلوث البيئة وفق خطابات رسمية من متوسطة وثانوية خباب بن الأرت ومدرسة الشرى الابتدائية جراء الملوثات الناتجة عن وجود المستنقعات والمجاري المكشوفة والأتربة الملوثة بالمواد الكيميائية. مشيرا إلى أن اللجنة انتقلت مواقع شركات التعدين ومساكن العمال في تلك الشركات كما جالت على مساكن الأهالي حيث تبين للجنة قرب المسافة الواقعة بين مساكن المواطنين وشركات التعدين الواقعة بالجهة الشمالية من المجمع التعديني وقربها أيضا من مساكن العمال الواقعة شمال الطريق وجنوبه. وأضاف: خلصت اللجنة إلى توصيات تم رفعها لوزارة الداخلية تضمنت إمكانية الاستفادة من المواقع المحتوية على الخام والواقعة بالجهة الجنوبية من الطريق العام في «وادي النجف» و «وادي شجاع»، وكذا إغلاق مجمعات مساكن العمال القائمة في القرية على الخط الرئيسي ونقلها إلى داخل حدود تراخيص المؤسسات إضافة إلى وضع حدود للمناطق السكنية في المنطقة وحمايتها من التداخل مع مناطق الاستثمار التعديني بمسافة كافية بما يحفظها من التأثيرات البيئية المختلفة، وكذا إلزام أصحاب المؤسسات بإزالة الإضرار القائمة مثل برك الصرف السائلة وأكوام المخلفات البلدية وصخور الجرانيت غير الصالحة للتصنيع خاصة تلك المجاورة والمحيطة بمساكن القرية علاوة على عدم منح أو تجديد أي تصاريح للتعدين في المنطقة إلا بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة مسبقا، مع ضرورة متابعة هذه الجهات لأوضاع وحدود هذه المؤسسات بالمنطقة. كما أوصت اللجنة بإيقاف التصاريح التي أعطيت للمواقع التي لم يبدأ العمل بها.
وأشار آل ذيبة إلى أن الشؤون الصحية تعمل حاليا على تجميع البيانات الخاصة بالحالات المرضية المستعصية في بئر عسكر.
في المقابل رفع رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان برقية عاجلة لصاحب السمو الملكي وزير الداخلية بين فيها نتائج زيارة وفد الهيئة لمركز بئر عسكر أثناء زيارته لنجران مؤخرا وذلك بناء على الشكوى المقدمة من أهالي بئر عسكر.
وأشار رئيس الهيئة في برقيته التي حصلت «عكاظ» على نسخة منها إلى عدم تمكن الأهالي من تنفيذ حكم المحكمة الجزئية بتاريخ 28/1/1427هـ والمميز من هيئة التميز بتاريخ 11/3/1427هـ والمتضمن إلزام أصحاب بعض الشركات بنقل سكن العمال بعيدا عن مساكنهم. مؤكدا أن وفد الهيئة زار مركز بئر عسكر للاطلاع عن قرب على الآثار الصحية والبيئية والتي تسببها مكائن التعدين في المنطقة من أضرار والتقى الوفد بعدد من المواطنين في موقع الشكوى وتم الاستيضاح منهم بشكل مباشر وقد توفرت القناعة التامة لدى الوفد بأهمية رفع الضرر عن المواطنين في تلك المنطقة، معربا عن أمله في أن توجه الوزارة من يلزم بتنفيذ الحكم الصادر من المحكمة الجزئية بإلزام الشركات بنقل سكن عمالتها من مواقعها الحالية المجاورة لسكن الأهالي إلى مواقع بعيدة عن سكنهم وكذلك إلزام هذه الشركات العاملة في تلك المنطقة بالمحافظة على البيئة من خلال ردم الحفر والمستنقعات والمحافظة المستمرة على البيئة.
من جهته قال المواطن علي محمد آل الحارث الوكيل الشرعي لسكان بئر عسكر بأنه تقدم بشكوى رسمية خلال الأسبوع الماضي باسم الأهالي إلى وزارة الداخلية يطالب فيها برفع الضرر عن قريتهم وإنقاذ حياة أطفالهم من الإمراض المستعصية بسبب شركات التعدين.
مشيرا إلى الأهالي يعتزمون مقاضاة وزارة الصحة لدى ديوان المظالم وسيطالبون بتعويض مادي لأسر المتوفين بسبب مرض السرطان والمصابين الذين لازالوا يعانون من الأمراض المستعصية.
|