عاصفة ترابية تضرب القصيم و تحذير من استمرارها
سلمان الضباح ـ بريدة
عاودت موجة الغبار اجتياحها لمنطقة القصيم أمس، بعدما شهدت أجزاء من المنطقة البارحة الأولى أمطارا خفيفة متفرقة، وراجع أقسام طوارئ المستشفيات العديد من المرضى المصابين بالربو نتيجة العاصفة. وتتوقع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة أن يستمر تأثير العوالق الترابية والأتربة المثارة على مناطق شمال المملكة، خاصة الشرقية، الرياض والقصيم، وقد يمتد إلى منطقة المدينة المنورة مع انخفاض في الرؤية الأفقية. فيما تتكون السحب الركامية شمال الرياض وجنوب القصيم وحفر الباطن، ولا يستبعد هطول الأمطار. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في القصيم المقدم إبراهيم أبا الخيل أن الإدارة لم تتلق أي بلاغ بوقوع حوادث نتيجة الموجة التي شهدتها المنطقة، مهيبا بجميع المواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية وعدم الخروج والسير في الطرقات إلا للضرورة تفاديا للحوادث.
ولم تسجل رحلات الخطوط السعودية أمس تأخرا في إقلاع رحلتها بسبب العاصفة الترابية الكثيفة التي اجتاحت المنطقة وحجبت الرؤية إلى أقل من كيلو مترين بسبب نشاط الرياح السطحية المحملة بالأتربة. وأشار الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إلى أن الغبار الذي تشهده المنطقة هذه الأيام نتيجة خلخلة في الطقس للانتقال من فترة الشتاء البارد إلى فترة الصيف الحار، لافتا إلى استمرار العوالق الترابية في الأجواء حتى يتمايز الصيف الفعلي، وأضاف: ويدخل الغبار مرحلته المنظمة التي تتزامن مع موسم البوارح حيث تشتد الريح في شهري يونيو ويوليو مع ارتفاع في درجة الحرارة السطحية، مشيرا أن المملكة تعتبر من محطات الغبار العالمية لوقوعها في النطاق الصحراوي المداري الجاف لغرب القارات، كما أنها تقع تحت سيطرة منخفض الهند الحار في الصيف ومرتفع سيبيريا في الشتاء، مما يجعلها في مهب الرياح القارية الجافة التي تحدث عواصف رملية تحمل في طياتها الغبار والرمال والأتربة، فتؤدي إلى تغير لون السماء من الأزرق إلى الأحمر الباهت أو الأصفر الغامق وغبار هذا العام يأتينا على شكل هجمات مباغته.