48 ساعة تفصل زعماء العشرين عن "تقرير مصير" الاقتصاد العالمي

[مخاوي الليل]

48 ساعة تفصل زعماء العشرين عن "تقرير مصير" الاقتصاد العالمي


منظر عام لمركز إكسل في شرقي لندن كما بدا أمس قبل قمة العشرين. وفي الوقت الذي يفد فيه زعماء العالم إلى لندن هذا الأسبوع تستعد جيوش من المحتجين للخروج إلى الشوارع وهم الآن يجرون تدريبات للتأكد من أن صوتهم سيكون مسموعا بوضوح. وفي المقابل سيتم نشر 2500 شرطي ح
"الاقتصادية" من لندن
قبل 48 ساعة من انعقاد قمة العشرين في لندن ووسط ظروف اقتصادية عالمية، خرجت دعوة من داخل الولايات المتحدة بإيجاد نظام نقدي دولي جديد بدل الدولار. وفيما يبدو أنه من المستبعد بحث هذا الملف في القمة المقبلة، إلا أن المقترحات المتزايدة من عدة دول وتحديدا الصين وروسيا حول علاقة الدولار بالاحتياطي العالمي، ستشكل ضغطا على واشنطن وربما يدفعها لتقديم تنازلات (خاصة في مستوى رقابة الأسواق) خلال القمة.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
قبيل أيام من انعقاد قمة العشرين في لندن ووسط ظروف اقتصادية عالمية، خرجت دعوة من داخل الولايات المتحدة بإيجاد نظام نقدي دولي جديد بدل الدولار. وفيما يبدو أنه من المستبعد بحث هذا الملف في القمة المقبلة، إلا أن المقترحات المتزايدة من عدة دول وتحديدا الصين وروسيا حول علاقة الدولار بالاحتياطي العالمي، سيشكل ضغطا على واشنطن وربما يدفعها لتقديم تنازلات (خاصة في مستوى رقابة الأسواق) خلال القمة. تأتي هذه الضغوط لإحداث تغيير في النظام المالي العالمي الذي يديره الدولار، نتيجة طبيعية للأزمة المالية العالمية التي انفجرت في أمريكا واستشرت في العالم، ويتفق محللون على أن أساسها الرئيس هو الجشع في "وول ستريت".
عملة احتياطية جديدة تأييدا للصين وروسيا، قال الخبير الاقتصادي العالمي الأمريكي جوزيف ستيغليتز إنه نظرا لعمق وطول أمد الأزمة الاقتصادية التي تواجه العالم فإنه لا مفر من العمل على إصلاح النظام المالي العالمي الحالي. ودعا ستيغليتز بصفته رئيسا لمجموعة الخبراء في الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي إلى نظام نقدي دولي جديد للحلول محل النظام الحالي القائم على الدولار. واقترحت المجموعة التي يرأسها نظاما نقديا دوليا جديدا يشبه حقوق السحب الخاصة الموسعة جدا مع إصدارات موسمية ومنتظمة مصححة لتتوافق مع حجم الاحتياطات المتراكمة ما يسهم في الاستقرار العام والقدرة الاقتصادية والعدالة العالمية. ولفت ستيغليتز إلى أن الدول النامية تقرض الولايات المتحدة آلاف المليارات من الدولارات دون فوائد عملية في حين أن لديها احتياجات هائلة وهذا يعكس طبيعة المشكلة. ومع اقتراب موعد قمة مجموعة العشرين في الثاني من نيسان (أبريل) في العاصمة البريطانية لندن كان البنك المركزي الصيني قد توافق مع ستيغليتز في طرحه حيث دعا إلى اعتماد عملة احتياط دولية جديدة لتحل مكان الدولار تحت نظام يرعاه صندوق النقد الدولي. يذكر أن الصين أقرضت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات، التي تسمح للحكومة الأمريكية بتمويل عجز مالي قياسي. لكن اليابان قالت قبل أيام إنها لا تؤيد الدعوة إلى إحلال عملة غير الدولار للاحتياطي العالمي، ورأت بكين عدم ضرورة بحث مثل هذا الأمر في القمة التي تنعقد في الثاني من نيسان (أبريل) المقبل في لندن.
تنشيط سوق الإقراض يتوقع أن تبحث القمة على وجه التحديد سبل تنشيط سوق الإقراض الذي تجمد بسبب الأزمة المالية، فضلا عن طروحات تتعلق بالحمائية التجارية التي ظهرت مع خطط الإنقاذ في عدد من دول العالم، وهو أمر اعتبرته منظمة التجارة العالمية سلبيا وقد يخفض التبادل التجاري العالمي خلال هذا العام بنسبة 9 في المائة. وهنا حث الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الولايات المتحدة على عدم فرض حواجز جديدة أمام التجارة الدولية وقال إن سياسات الحماية لن تزيد الأزمة الاقتصادية العالمية إلا سوءا. وتتزايد الضغوط على الساسة في أنحاء العالم من أجل حماية الصناعات المحلية فيما يضر الركود العالمي بالعمال. من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن على قادة مجموعة العشرين الاتفاق خلال قمتهم في لندن الخميس على تعديل النظام المالي العالمي من أجل مستقبل بلدانهم ومستقبل الاقتصاد العالمي. وقال مدفيديف في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تم بثه على موقع الكرملين، إن قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين "لا بد لهم من التوصل إلى اتفاق. مستقبل بلادنا وشعوبنا يتوقف على تصميمنا على اتخاذ قرارات جوهرية من أجل تعديل الهيكلية المالية العالمية". وتعقد مجموعة العشرين قمة الخميس في العاصمة البريطانية سعيا منها لتقديم اقتراحات عملية لاحتواء الأزمة الاقتصادية العالمية. وكشفت روسيا الأسبوع الماضي عن سلسلة من الاقتراحات تعتزم تقديمها خلال قمة الدول العشرين، من ضمنها اقتراح لإصلاح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولإنشاء عملة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية.
حارس أمن في الحي المالي في لندن أمس الأول، حيث عززت لندن الإجراءات الأمنية بالتزامن مع قمة العشرين التي تستضيفها الخميس المقبل. واحتشد عشرات الآلاف من الأشخاص في لندن أمس الأول داعين زعماء مجموعة العشرين إلى اتباع نظام جديد من العدالة العالمية. إ. ب. أ
الاتحاد الأوروبي فيما يبدو أنه دعما لواشنطن، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية إن أوروبا مرتاحة لدور الصين المتنامي في العالم لكنها تعتقد أنه سيكون من السابق لأوانه أن تقرر قمة مجموعة العشرين الاستجابة لمطالب بكين بأن يكون لها دور أكبر في المؤسسات المالية العالمية. وقالت المفوضة الأوروبية بنيتا فيريرو فالدنر لـ "رويترز" في بكين إن اجتماع لندن الذي يضم 20 دولة من القوى الغنية والنامية الرئيسية في العالم هذا الأسبوع سيركز على تحقيق "نتائج ملموسة" لإنعاش الاقتصاد العالمي وليس على موضوعات بعيدة الصلة. وأثارت الصين ضجة قبيل قمة الخميس المقبل، عندما اقترحت أن يتحرك العالم تجاه استخدام أكبر لحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي كعملة احتياط عالمية. وقالت فيريرو فالدنر بعد مباحثات مع وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي ونائب رئيس الوزراء لي كيانج "لا أعتقد أن هذه المسألة ستكون موضوعا قابلا للنقاش في لندن". وبالمثل قالت إن مطالبة الصين بدور أكبر في صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى لن تكون موضوعا يتم التركيز عليه في القمة. وعقبت على هذه المطالبة قائلة "أعتقد أنها يجب أن تناقش داخل الصندوق والمؤسسات الأخرى". ولم تستبعد تماما فكرة نظام عملة احتياط جديد يكون قائما على حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي لكن أغلبية قادة مجموعة الدول العشرين أعلنوا بوضوح أنه بالنسبة للوقت الحاضر فإن وضع الدولار الأمريكي كعملة الاحتياطي العالمية سيستمر.
حملة عالمية على الملاذات الضريبية في ملف آخر يتعلق بالقمة، أعلن مسؤول أمريكي أمس الأول، أن مجموعة العشرين ستصدر بيانا يشجع الدول التي تعمل "كملاذات ضريبية" على زيادة الشفافية وانتهاج معايير دولية. وقال ميتشيل فرومان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الاقتصادية الدولية للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن مجموعة العشرين اتفقت على ضرورة الإصلاح في هذا المجال. وأضاف "أعتقد أن هناك اتفاقا واسعا بين مجموعة العشرين على أنه من المهم إدراج المراكز المالية الخارجية في المجتمع العام للاقتصاد العالمي وتحت قواعد الطريق الملائمة. "في نهاية الأمر سيتم في بيان الزعماء توضيح الأمور التي يمكن فعلها لتشجيعها على انتهاج معايير سلوك دولية حول الشفافية والكشف وأشياء من هذا القبيل". وأشار فورمان إلى عدم وجود مثل هذه المراكز المالية الخارجية بين دول مجموعة العشرين ولكنه قال إن المحادثات مع مثل هذه المراكز مستمرة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري عرضت سويسرا والنمسا ولوكسمبورج تخفيف قواعد السرية المصرفية في بعض من حالات التهرب الضريبي استجابة لحملة عالمية على الملاذات الضريبية. ووردت أسماء كل هذه الدول ضمن قائمة دول سلمتها لمجموعة العشرين منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للدول التي تعتبرها ملاذات ضريبية. وتشمل حاليا القائمة السوداء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للملاذات الضريبية غير المتعاونة ليختنشتاين وأندورا وموناكو ولكن فرنسا وألمانيا تحثان على ضم دول أخرى من بينها سويسرا.
معالجة الفقر والبطالة والتغير المناخي على صعيد متصل، دعا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن المحتجين على مؤتمر مجموعة العشرين إعطاء الحكومات فرصة لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وقال بايدن في اجتماع تمهيدي لممثلي مجموعة العشرين عقد في تشيلي، إن رؤساء الدول سوف يتفقون على اقتراحات لمعالجة الأزمة الاقتصادية خلال اجتماعهم في لندن. وضم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون صوته إلى صوت بايدن، في الوقت الذي كان عشرات الآلاف يقومون فيه بمسيرات احتجاجية في لندن ومدن ألمانية. وسيعقد مؤتمر مجموعة العشرين وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال براون في تعليقه على المسيرات الاحتجاجية التي جرت في لندن: "أنا أتفهم ما يجري في لندن اليوم وسوف نعالج المشاكل التي يحتجون عليها من خلال إجراءات كفيلة بخلق فرص عمل جديدة، ومن خلال إعطاء دفعة للاقتصاد". أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل فقالت إن مؤتمرا واحدا لن يتمكن من معالجة الأزمة الاقتصادية وبناء هيكلية جديدة للأسواق العالمية. وقد طالب المحتجون في لندن السبت قادة مجموعة العشرين بمعالجة الفقر والبطالة والتغير المناخي. وشارك في المسيرات الاحتجاجية ما يربو على 35 ألف شخص وفقا لتقديرات الشرطة. وفي برلين شارك الآلاف في مسيرات احتجاجية وحملوا شعارات تقول "لن ندفع ثمن أزمتكم". ويخطط المحتجون للقيام بمسيرات إضافية الأربعاء بمشاركة منظمات مختلفة تنشط في مجالات تراوح بين الفقر والبطالة وغياب المساواة والحرب والتغير المناخي. وتحدثت بعض التقارير عن إمكانية استهداف المحتجين للبنوك والمؤسسات المالية.