أوقف الأمن التونسية، الأسبوع الماضي، 12 متهما ومتهمة من بينهم تلاميذ وتلميذات صغار السن، لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، ينتمون إلى شبكة للدعارة. وكشفت المعلومات الأولية أن قوات الأمن تفطنت إلى نشاط مريب لعدد من الكهول والشبان والفتيات، وبعض الأجانب في منطقة مارث (460 كلم جنوب العاصمة تونس)، فألقت القبض عليهم، بعد مداهمة وكر مُعَد للغرض.
والفضيحة التي هزت الرأي العام في الجنوب التونسي، المعروف بتقاليده المحافظة، أبطالها وبطلاتها تلاميذ وتلميذات بالمعاهد الثانوية، امتهنوا تصوير واستنساخ أشرطة إباحية، تحت تأثير مواد مسكرة، وممارسة الجنس بشكل جماعي.
ويعود أصل الواقعة إلى اشتباه أعوان الأمن في تصرفات فتاة قاصر لم يتجاوز عمرها 13 عاما، كانت تنوي بيع قلادة ذهبية. وبسؤالها عن مصدر القلادة اضطربت، ثم اعترفت بكلّ براءة بمصدرها، وكشفت علاقتها مع بقية أفراد الشبكة، مشيرة إلى أنها كانت تنوي التوجه إلى جزيرة جربة، وهي منطقة سياحية جنوب البلاد، للإقامة مع صديق لها، بحسب اتفاق مسبق جرى بينهما.
وعقب اعترافات تلك الفتاة القاصر، وكشفها لبعض عناصر الشبكة، وتتالت الاعترافات بعد ذلك لتكشف عن أحداث ووقائع فاجأت أعوان الأمن. فقد اعترفت الفتاة الأولى بالمشاركة في "وليمة جنسية جماعية" على إيقاع أنغام شريط إباحي، وتحت تأثير "اللاقمي"، وهو شراب يستخلص عادة من جذوع النخيل، ويكون مسكرا إذا مرت عليه أيام بعد استخلاصه. واعترفت الفتاة المذكورة بأن صديقاتها اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 17 عاما شاركنها في ممارسة الجنس الجماعي.
وقد أوقفت مصالح الأمن بقية الأفراد المتورطين في هذه الشبكة، بمن فيهم صاحب المنزل، الذي اعترف بأنه يحصل على الأفلام الإباحية، ويشاهدها رفقة التلاميذ والتلميذات، من محل مختصّ في تأجير أفلام الفيديو والأقراص المضغوطة المعروفة بـ"الدي في دي".
وبمداهمة المحلّ المذكور عثر أعوان الأمن على حوالي 20 فيلما إباحيا، بعضها مخزن في الأقراص الصلبة للحواسيب، بطريقة مشفر ة، لا يمكن التفطّن إليها، إلا من ذوي الدراية والخبرة بعالم الكمبيوتر.
وكان عنصر المفاجأة الأكبر للشرطة التونسية أن "نجوم" و"نجمات" أفلام الجنس المذكورة، والذين يظهرون في الأفلام يتكلمون بلهجة محليّة تونسية، إضافة إلى بعض اللهجات العربية الأخرى. وهو ما يشير إلى أن "أبطال" هذه الأفلام يعيشون في تونس، وأن عملية التصوير والتركيب تتم في مكان ما بالجهة، أو الجهات القريبة منها.
وقالت مصادر أمنية إن الأبحاث في هذه القضية مازالت متواصلة، وتحمل أسرارا أخرى ستكشفها التحريات. ويعيش أولياء التلاميذ والتلميذات المتورطين في هذه الفضيحة حالة من الصدمة، وعدم التصديق، لما كشفته التحريات. وعبر هؤلاء الأولياء عن فاجعتهم، وكيف لم يكونوا يعلمون بتحركات أبنائهم المشبوهة، مطالبين بإنزال أقسى العقوبات على من تسبب في انحراف بناتهم وأبنائهم.