#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم مقدمة عن الصوم: صوم رمضان خير للإنسان في دنياه وأخرته ؛ فللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربه ، وفي كلٍّ مكسب ؛ فبجانب كسب رضا الله سبحانه وتعالى وما يناله من ثواب الآخرة ، فهناك الكسب الصحي الذي يناله المسلم من صوم شهر كامل فيخرج الإنسان الصائم من شهر رمضان سليم النفس ، قوي الإرادة ، عطوفًا ؛ حيث تتربى داخل نفسه سمة العطف على البائس والمحروم ، وفي تحكمه في نفسه الأمَّارة بالسوء والبعد بها عن اللذات والشهوات كل الكسب ، فتتسامى النفس عن الرذائل والخبائث ، ويشعر الإنسان بتغلبه على نفسه وقهره إياها ، فتقوى شخصيته ، ويصبح ذا نفع للمجتمع.والصيام يحفظ الإنسان لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها ويعودها على ذلك , عن أبي هريرة( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث( يفحش في القول ) ولا يصخب( لا يرفع صوته ) فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم( متفق عليه ).ويجب على المسلم القوي أن يحرص على دوام كسبه الصحي من صوم شهر رمضان ؛ ففي حرصه خير برهان على إيمانه بأن كل ما فرضه الله تعالى علينا خير، وفي طاعته سبحانه وتعالى كل الخير؛ ففي صوم رمضان كسب لطاعة الله , وكسب لصحة الإنسان فما من فرض فرضه الله علينا إلا وفي أدائه مكسبان: مكسب في الآخرة وفي هذا خير الثواب ، ومكسب الدنيا , وإني لأرى أن كل فرض من فروض الله علينا لا يخلو من مكسب يعم علينا في دنيانا ، ومن هذه الفروض صوم شهر رمضان ، وذلك الصوم الذي ينعم على كل فرد منا المريض قبل السليم بالكسب الصحي ، الذي لو حرص عليه الإنسان لازداد تمتعه بدنياه قبل أخرته ، وازداد تقربه له سبحانه وتعالى.فالمؤمن القوي البنية والصحة هو المؤمن القادر على أداء فرائض الله تعالى من صلاة وصيام ، وبذلك نرى أن في الصوم كل الخير؛ ففي صيام المؤمن لشهر رمضان طاعة لله ( سبحانه وتعالى ) وكسب لبدنه , وصحته ، وكسب للمريض والسليم معاَ وهي على النحو كتالي:- أ - الصيام في شهر رمضان يخف الإفراط في الطعام فيرتاح القلب ؛ لأن الصيام يعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع وتخليص الجسم من الشحوم المتراكمة ، وتقليل كولسترول الدم وفي كل هذا كسب للقلب المريض؛ فما بالك من تأثير ذلك على القلب السليم.؟ ولو التزمنا جميعًا ، ومريض القلب خاصة ، بروح شهر رمضان ، وتجنبنا عدم الإفراط في الطعام ، كما التزمنا في شهر رمضان ؛ لتحسنت صحة مريض القلب ، واستغنى تمامًا عن الدواء ، وجنبنا القلب السليم عناء التخمة والإفراط في الطعام ، وما لها من أثر سيئ على القلب السليم قبل المريض. ب- الصيام في شهر رمضان يُنقِص الوزن فيتحسن مريض الروماتيزم ، خصوصًا مرضى الروماتيزم المفصلي العظمي ؛ حيث تلعب زيادة وزن الجسم دورًا رئيسيًّا في حدوثه ، وما يحدث في شهر رمضان من نقص في الوزن يكفي لإحداث تحسن في حالة المفصل ؛ حيث يقل الاحتكاك بين الغضاريف فيقل الالتهاب ؛ ولذلك نلاحظ أن حالة مريض الأمراض الروماتيزمية التي تصاحب مريض السكر تتحسن كثيرًا في رمضان بفضل الالتزام في تنظيم الأكل في هذا الشهر، ولو التزم هؤلاء المرضى بروح شهر رمضان طيلة شهور السنة لقلَّت شكواهم ، وقلت حاجتهم للدواء ، بجانب أن حالة مفاصلهم تتحسن فعلاً. ج- الصيام في شهر رمضان يُحدِث تحسنًا ملحوظًا في مرضى الصدر، خاصة مريض ربو الصدر، ولو التزم بروح شهر رمضان وتجنب الإفراط في طعامه وامتلاء معدته لحال ذلك دون ارتفاع الحجاب الحاجز الذي يُحدِث ضيقًا في الحيز الصدري. صحة الصائم بعد رمضان: 1- إن الالتزام بروح شهر رمضان وبعد رمضان وتنظيم الوجبات الغذائية وعدم الإفراط في ملح الطعام والدهون والشحوم يلعب دورًا في تقليل نسبة الأملاح في البول وما لأثرها على نسيج الكلى ، وأن الالتزام بروح شهر رمضان وتنظيم الوجبات الغذائية وعدم الإفراط في ملح الطعام والدهون والشحوم فأنه يخفف من ضغط الدم المرتفع ، وبذلك نحمي نسيج الكلى من الأثر السيئ لضغط الدم المرتفع. 2- إن تجنب الإفراط في الطعام كدسم والملح بعد شهر رمضان يحول دون حدوث إكزيما الجلد والتهابات الجلد الحادة وحساسية الجلد وانتشار حَبِّ الشباب بالجسم ، ونجد أن في شهر رمضان تتحسن إصابات الجلد هذه ، فلو التزمنا بروح شهر رمضان طيلة السنة لأنعدمت نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية. 3- إن تجنب الإكثار في الطعام والإفراط فيه كمًّا ونوعًا يحول دون حدوث مرض السكر لِمَا ينجم من الإفراط من إلحاق الإجهاد بخلايا البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين ، والذي يلعب دورًا في تنظيم الوجبات الغذائية. 4- إن الإفراط في الطعام يسرع بك إلى الشيخوخة ؛ فهو يحدث إجهادًا في غدد الجسم الصماء ؛ حيث تتأثر وظيفتها وتحدث بالجسم تغييرات كيمائية تسرع بالجسم إلى الشيخوخة، ولو التزمنا بروح رمضان وتجنبنا الإفراط في الطعام لتأخَّر وصول يد الشيخوخة لنا ونعمنا بصحة تمكننا من الاستمرار في أداء فروض الله وطاعته فنسعد بصحتنا بعيدًا عن الهرم. 5- أن تفادى الإفراط في تناول الطعام ككعك العيد ؛ فهو عبء على الجهاز الهضمي ، حيث يتحول القدر الزائد منه إلى دهن يُختزن بالجسم ، ويصبح ذلك خطرًا على الجسم والصحة لِمَا ينجم عنه من اضطراب في سكر الدم ، وتصلب الشرايين ، وارتفاع ضغط الدم وإلقاء العبء على القلب والكبد , وإن شهر رمضان الذي يحقق التقرب إلى الله بتنفيذ ما يلزمنا به تحقق الالتزام بروحه في تنظيم الغذاء وقاية الجسم شر العديد من الأمراض ، وتحفظ للإنسان صحته ، وتمكنه من أداء باقي فروض الله ؛ فيقترب من الله ( سبحانه وتعالى ) أكثر وتتحقق أكبر الفائدة في الدنيا والآخرة. سنة رسول الله خير علاج: هناك من الأحاديث النبوية الشريفة ما يوضح أن الرسول الكريم كان يدعو إلى الصيام بعد رمضان ؛ ليؤكد أن الرسول( صلى الله عليه وسلم ) كان يتعامل مع الصوم على أنه نعمة دائماً يحاول المحافظة عليها عن أبي هريرة( رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة الفريضة وصلاة الليل.وعن عائشة( رضي الله عنها ) قالت: لم يكن النبي( صلى الله عليه وسلم ) يصوم من شهر أكثر من شعبان... وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ): ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني الأيام العشرة من ذي الحجة قالوا: يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله..؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء... رواه البخاري. وهناك صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء ، عن أبي قتادة ( رضي الله عنه ) قال: سُئل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن صوم يوم عرفة ، فقال: يكفر السنة الماضية والباقية... رواه مسلم.وهناك صوم ستة أيام من شوال ، عن أبي أيوب الأنصاري( رضي الله عنه ) أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) قال: من صام رمضان ، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر... رواه مسلم. وهناك صوم الإثنين والخميس ، عن أبي هريرة( رضي الله عنه ) عن رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) قال: تُعرض الأعمال يومي الإثنين والخميس ؛ فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم... رواه الترمذي.وهنا صوم ثلاثة أيام من كل شهر، عن عبدالله بن عمرو بن العاص( رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله... متفق عليه. وما حبب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلينا صيام هذه الأيام إلا برهانًا وتأكيدا على ما في صوم شهر رمضان من خير لدين وخلق وصحة الإنسان المسلم.قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ): للصائم فرحتان ؛ فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربه... صدق الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ، والله المستعان. وتعتبر فوانيس رمضان من الذكريات التي يحتفظ بها الكبار من أيام طفولتهم ، وواجب علينا إعطاء هذه التجربة لأطفالنا في أحسن صورها ، وفوانيس رمضان تعطي الفرصة لنا لإكساب أطفالنا معلومات تاريخية مثل أنها بدأت مع دخول الفاطميين إلى مصر ، وكان ذلك في شهر رمضان ، وقد خرج أهالي مصر لاستقبالهم ؛ حاملين مصابيحهم للترحيب بآل الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم ) وسادت عادة مقترنة بشهر رمضان وذكرى جميلة يبتهج فيها الكبار والصغار على حد سواء برؤية المصابيح. فوانيس رمضان تعلم الأطفال سلوكيات جميلة ، واللعب في مجموعات تدربهم وتعلمهم وتزرع فيهم أنهم جزء من مجموع ينتمون إليه ، وأنه لا بد من تعاونهم جميعًا على قدم المساواة حتى تظهر المصابيح بالشكل الجميل ، ولا بد من التعاون في الإنشاد ، وهذا سلوك هام للأطفال ، خاصة في السنوات الأولى من العمر ؛ حيث يتنازل الطفل عن حقه في أن يكون المدلل الوحيد ، ويتعلم الأخذ والعطاء والتعاون مع المجموع. ويجب مراعاة عدم المبالغة في فخامة الفانوس عند شرائه ؛ حتى لا يتعود الطفل أن يكون متفوقًا على أقرانه ، ويجب حسن استغلال موضوع الفانوس في تدعيم العلاقة وإضفاء جو من البهجة بين أفراد الأسرة عند اختيار الفانوس ومناقشة ألوانه ومكان شرائه وطريقة المحافظة عليه.فوانيس الشمعإن للفوانيس التي تُضاء بالشمعة لها أضرارًا يجب التنبيه إليها، ومن الأفضل شراء الكهربائية منها وأهم هذه الأضرار أن النار في الشمع من الجائز جدًّا أن تلسع الطفل ، لا قدر الله أو تصل النار إلى ما قد يؤدي إلى حريق صغير أو كبير ، بالإضافة إلى احتمال كسر الزجاج وإصابة الطفل بالجروح ، وكذلك فإن الرصاص المستخدم في لحام قطع الفانوس قد يعلق باليد ويصل للفم ؛ فيتسبب في زيادة نسبة الرصاص في الدم ، وهذا له أضرار كثيرة. ومن المعروف أن الغازات المنبعثة من الشمعة تؤذي الأغشية المخاطية في العين والأنف والزور والقصبة الهوائية ؛ وهو مايسبب التهابات ونزلات برد شعبية وأمراض الحساسية ، وكذلك فإن الدفء المنبعث من عدد من الفوانيس ، ثم التعرض بعد ذلك للهواء الخارجي البارد ، كل ذلك يساعد على الإصابة بكثير من الأمراض الصدرية عند الكبار والصغار ، خاصة عندما تكون التهوية غير جيدة وليست تدريجية. والحقيقة أن الفوانيس الحديثة المصنوعة من البلاستيك بدلاً من الصفيح والرصاص والزجاج ، والتي تضاء باللمبة بواسطة البطارية فأنها تعتبر آمنة ، ولو كانت لا تعطينا نحن الكبار الإحساس النفسي مثل الفانوس الأصلي( فانوس أيام زمان ) ، فإنها للأطفال آمنة تمامًا ، وكفيلة بإدخال السعادة والسرور عليهم بألوانها البديعة.خطر يهدد أطفالكأما عن الشمع في الفانوس الملون: فإن هناك دراسات لبعض الخبراء الألمان أكدت أن زيوت المصابيح الملونة التي تحتوي على مادة البرافين( الشمع ) هي أخطر المواد الكيماوية المستخدمة في المنازل على صحة الأطفال ، وقد سجل المعهد الألماني للصحة وحماية المستهلك منذ الأول من مارس الماضي (23) حالة تسمم لأطفال شربوا كميات من زيوت الإنارة هذه ، كما أكد المسؤولون بالمعهد أن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم خلال العقد الأخير بعد شربهم زيوت المصابيح الملونة. وأن الخبراء الألمان يعيدون حاليًا النظر في قوانين الألمان المتعلقة بزيوت الإنارة ؛ نظرًا لعدم كفاية القوانين الحالية التي تطالب بتعبئة هذه الزيوت في عبوات آمنة بالنسبة للأطفال ، وبوضع تحذيرات خاصة عليها ، وبتصميم المصابيح بما يراعي معايير الأمان للأطفال. وللإسراف آثار ضارة ، وعواقب مهلكة ، ولقد عُرف من طبيعة الإنسان أنه غالبًا ما يفعل الشيء أو يتركه إذا كان على وعي بآثاره وعواقبه ، أما إذا غفل عن هذه الآثار ؛ فإن سلوكه يختل ، وأفعاله تضطرب ؛ فيقع أو يسقط فيما لا ينبغي ، ويهمل أو يترك ما ينبغي. وعليه فإن الإنسان إذا غفل عن الآثار المترتبة على الإسراف ، يكون عرضة للوقوع في الإسراف.والغريب أنه بينما يدعو الدين إلى انتهاز فرصة الشهر الكريم لتجنب الشهوات ، إلا أننا قد درجنا على تحويل رمضان إلى شهر أكل ما لذّ وطاب..!! نستهلك خلاله أضعاف ما نستهلكه في الشهور الأخرى.فنبدأ الاستعداد له من بدايات شهر رجب ، وتقوم معظم الدول الإسلامية باستيراد أطنان اللحوم والمواد الغذائية وجميع أصناف المعيشة ، كما تتصاعد الحملة المسعورة فتدفع الناس دفعًا للإسراف في شراء الطعام والشراب حتى تصل الحملة إلى ذروتها في نهاية شعبان ، ويصبح رب الأسرة تحت ضغط نفسي عنيف ؛ إذ كيف يتقاعس عن توفير كل هذه المذات لأفراد الأسرةوبالتالي يندفع الجميع إلى طريق الأكل والشرب بلا هوادة ولا وعي ؛ الكنافة.. القطايف.. المسكرات.. قمر الدين.. التمر.. المسبكات.. والمحمرات.. المخللات.. والمشهويات.. أصبح رمضان هو هذه الأشياء ، وما أدراك ما تأثيرها على القلب والدورة الدموية..!! تتحول إلى دهن ، وزيادة وزن ، وزيادة عبء على القلب ، خاصة المريض أو من عنده استعداد للمرض.. وتتحول هذه الأطعمة إلى دهون تترسب في جدران الشرايين ، وتتضاعف درجات الذبحة الصدرية ، وتعجل بحدوث الجلطة.. والأملاح ترفع ضغط الدم ، وتساعد على هبوط قلب المريض ، وتورم الرجلين.. وفي النهاية يتهم الناس الصيام ، والصيام منهم براء..!! وإن تناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة ، وحدوث تلبُّك معدي ومعوي ، وعسر في الهضم ، يظهر على شكل انتفاخ وألم تحت الضلوع ، وغازات في البطن ، وتراخٍ في الحركة.. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس ؛ حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم ، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم ، وأهمها المخ وفي النهاية يتهم الناس الصيام ، والصيام منهم براء..!! ومن عاداتنا السيئة حشو البطن حشوًا حتى تكاد تنفجر بعد الإفطار مباشرة ، وما يكاد يسمع الناس مدفع الإفطار حتى يندفعوا إلى التهام الطعام ، كأن هذه هي آخر فرصة لهم في الأكل إلى آخر الدهر..! ثم يثنون بشرب كميات مضاعفة من المشروبات الرمضانية المشبعة بالسكر.. وأخيرًا يطفئون لهيب المعدة التي تشكو وتئن بزجاجات المياه الغازية أو على الأقل بأكواب المياه المثلجة.. ثم تبدأ المشاكل. يقول الرسول( عليه الصلاة والسلام ): "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ؛ فإن كان لامحالة فاعلا ؛ فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه"... رواه الترمذي. أعتقد أننا إذا أفطرنا بطريقة معتدلة وأسلوب صحي ؛ فمن المؤكد أن النتيجة ستكون في صالحنا. فلماذا لا ننتهز هذه الفرصة الروحية ؛ لنعيد النظر في عاداتنا السيئة في تناول الطعام..!؟ كما أن الصيام يأتي ليكون أشبه بدورة طبية مجانية يتلقاها المسلم كل عام مرة ، فيعمل على صيانة أجهزة الجسم والمحافظة عليها. والصيام ما هو إلا آية من آيات الله الدالة على وحدانيته وقدرته ، وقد أحسن من قال: وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد ، وهو دليل على صدق نبوءة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) ؛ حيث قال قبل أربعة عشر قرنا:" صوموا تصحوا". وإن صيام رمضان والمداومة على عملية الصوم خلال السنة يجنب المسلم الإصابة بمرض السمنة أو زيادة الوزن ، ويحميه من جميع المضاعفات والأمراض الخطيرة الناتجة عن السمنة مثل: تصلب الشرايين , وأمراض القلب , والسكري , وأمراض الكلى , والمرارة , وارتفاع ضغط الدم, والنقرس. وفي أثناء الصيام يكون الجهاز الهضمي كله في حالة سكون وخمول؛ لأن الإنسان لا يتناول الطعام طوال النهار، وعندما يبدأ الإنسان في الإفطار تنتبه الأجهزة ويبدأ الجهاز الهضمي عمله خصوصا المعدة.كيف تبدأ الإفطاربداية لابد من التلطف بالمعدة والتدرج معها في الطعام والشراب... لذا فإن أفضل ما يبدأ المرء الإفطار به هو التمر أو العصير الحلو أو قليل من الماء الذي يجب ألا يكون مثلجا.وقد يفضل البعض كوبا من الشربة الخفيفة الدافئة لتنشيط الخلايا ولتعويض سريع للماء المفقود.. لذا نجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حيث يقول:" إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإنه طهور"... رواه أبو داود والترمذي. وقد اختار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة ، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية.. فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم ، يدفع عنه الجوع ، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصا المواد التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. ولن تجد أفضل مما جاءت به السنة المطهرة وحينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء فيستحسن أن يؤدي الشخص الصائم صلاة المغرب ثم يتناول بعدها وجبة الإفطار فهذه الدقائق القليلة وسيلة للتنبيه وللامتصاص ( الماء والسكريات ). وهنياَ له أن ينتقي من الأغذية المذكورة تحت بند الغذاء ما شاء ، على ألا يكون الطعام شديد التوابل أو أن يكون مسبكا شديد التعقيد فكما قلنا إن مثل هذه الأمور تضيع المنفعة والحكمة من الصيام، وتلغي المنافع والمناقب للشهر الكريم.وللتذكير فهناك مبدأ ألا حرمان ، وكما قال المولى جل وعلا "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"... صدق الله العظيم... فلقد جمع الله الطب في آية ، وينطبق ذلك على الإفطار... كما ينبغي أن يشتمل الإفطار على جميع العناصر الغذائية بأن يحتوي على المجموعات الثلاث الرئيسية للتغذية ؛ وهي مجموعة الطاقة: التي تتكون من الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات وكذلك الفيتامينات والأملاح المعدنية ، ويستحسن أن تكون اللحوم أو الطيور أو الأسماك مشوية أو مسلوقة. فأن التحمير يعقد الأمور أمام المعدة الخاوية. وكل هذا لتجنب المواد الدهنية الكثيرة التي تعوق الهضم ، بالإضافة إلى ما تؤدي إليه من زيادة في الوزن وكذلك ما تسببه من تصلب الشرايين. ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار من طبق السلطة ؛ لأن أهميتها ترجع إلى ما تحتويه من فيتامينات وأملاح معدنية ، كما أنها مربحة للأمعاء ، وتساعد في حالة الإمساك.. ولا ينصح بالإكثار من المواد النشوية أو زيادة السمن في الأرز أو المكرونة ، حتى لا يزداد الوزن... وأن كوب الشاي بملعقة سكر يؤدي المطلوب في كثير من الأحيان ، ويجب ألا يغلي الشاي حتى لا يظهر حامض التانيك به الذي يؤدي إلى حدوث الإمساك ، وكذلك فنجان من القهوة بدلا من الشاي إذا فضله الصائم على ذلك.وعن شرب الماء: لا تسمح لنفسك بالإكثار من شرب الماء أثناء تناول الطعام ، بل عليك أن تتجنب ذلك ما أمكنك مكتفيا بكوب واحد ، وبعد ساعتين أو ثلاث لك أن تشرب ما تشاء من الماء.أما إدخال كميات كبيرة من الماء على الطعام فيؤدي إلى امتلاء المعدة وضعف الهضم وحدوث الغازات، وارتباك عملية الامتصاص.كذلك تجنب الماء المثلج. ولكن يسمح بالماء نصف المثلج ؛ فالماء المثلج الشديد الثلوجة يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية بالمعدة ، ويؤدي أيضا إلى ضعف الهضم. ضغط الدم " حبيب القلب " لا تستغربوا أو تتعجبوا بأني سميت ضغط الدم بحبيب القلب ، فمنذ سنوات حلل ذاك الحبيب ضيفا على أحد الأصدقاء رغم أنفه ، ولم يكتف ذالك الحبيب بذلك بل سرا في دمه وتربع عرش قلبه ، تماما كما يفعل الهوى في قلوب العاشقين ، فيسلبهم كل إرادة. وأن الفرق بينه وبين الهوى هو أن الهوى يمتلك القلوب برضاء وموافقة من العاشق ، بل حبا وكرامة ، بينما ضغط الدم يمتلك القلوب غصبا وعنوة ، دون أن يستطيع الصديق حَيْلة ولا سبيلا. وليته اكتفى بتلك الضيافة ، بل أجبرا صديقي أن يطاوعه ، وألا يخالفه مهما كانت الظروف والأسباب ، فكان هو الآمر الناهي في كل شيء في حياته ، في انفعالاته ، في طعامه ، في وزنه ، في رياضته ، وفوق كل ذلك ألزمه بدواء يومي لا ينبغي أن يهمله أو ينساه ، وطالب بقياسه بشكل دوري ، مع إجراء تخطيط لقلبه ، وفحوصات كل مدة لـه على نسبة السكر ، وعلى الدم ، بل وصل به الأمر إلى فحص قاع العين يا نور العين والقلب.. كل ذلك وهو مضطر أن يقول سمعا وطاعة ، لأنه لم يستطع فعل شئ ، فأرسل له إنذارا أوليا شديد اللهجة ، آلا وهو الصداع الذي جعله يتمنى لو نطح جداراَ كي يتخلص منه ، حتى لو أردُّ الاستمرار في العصيان أتحفه بسيل من العلل والأوجاع مع ضعف في التركيز ، والشعور بالغثيان ، وإذا استمر اعتراضه على ذلك أثقلَ حركته ، وربط لسانه فغدا شبه عاجز عن الكلام ، ومضى إلى الكلى لتصيبها بالقصور ، ومضى في غيه لتصل به للتالي:- 1- تصلُّب الكلى " Nephrosclerosis" 2- اعتلال شبكية العين "Hypertinsive Retinopathy" 3- سكتة الدماغ "Stroke" 4- جلطة القلب "Myocardial Infarction" ... عافانا الله جميعاَ من ذلك. أءعرفتا الآن أخي وأختي لماذا سمي " حبيب"؟ أصدق القول يا "حبيب القلب" إنني لم أكن أعلم عنك شيئا إلا ما يتناثر على الألسنة هنا وهناك ، ولكن حلولك ضيفا على صديقي أجبرني على أن أبحث وأستقصي عن تاريخك.... فعلمت أنَّك تنتج عن التفاعل بين نتاج القلب( كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة ) والمقاومة الطرفية للأوعية الدموية وتتكون قراءة ضغط الدم من التالي: أ- الضغط الانقباضي( ضغط الدم حين انقباض عضلة القلب Systolic Pressure) وهي القراءة العلوية..! ب- والضغط الانبساطي( ضغط الدم حين ارتخاء عضلة القلبDiastolic Pressure) وهي القراءة السفلية..! ج- وضغط الدم الطبيعي بالنسبة للبالغين هو غالبا 12080 "mmhg مليميتر زئبق"..! ويعتبر الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم حينما تكون قراءة ضغط الدم أعلى من 13090 "mmhg مليميتر زئبق" باستمرار.. كما وصلتني عنك معلوماتٌ تؤكد أنَّك نوعان: الأول: النوع الابتدائي أو الأساسي "Essential Hypertension" وهو الأكثر انتشاراً وشيوعاً في العالم ، ولا يُعرف سبب معين لحدوثه. هـ - الثاني: النوع الثانوي "Secondary Hypertension" وهذا النوع يحدث بسبب مرض يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم مثل أمراض الكلى أو الشريان الأورطي أو أمراض بعض الغدد الصماء في الجسم ، وبالتالي فإن علاج هذه الأمراض يصاحبه نزول في ضغط دم المريض وهذه الحالات لا تتعدى 1% من حالات ارتفاع ضغط الدم. وبما أن صديقي لم يكن من النوع الثاني فكان عليَّ أن أبحث عن العوامل التي جعلت حبيب القلب يختاره ، فوجدت أنه يعشق مرضاه للعوامل التالية:- 1- التقدم في السن. 2- البدانة. 3- الكسل وعدم الحركة. 4- التدخين وشرب الكحوليات. 5- تناول الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون. والإصابة بالأمراض كالتالي: أ- داء السكري. ب- ارتفاع الكوليسترول. ج- السكتة القلبية. د- أمراض الكلى. من هنا وجدت أن تشريفك لذاك الصديق كان غالبا عبر الوراثة ، فليس صديقي كهلا ، ولا بدينا ، ولا كسولا ، ولا تعرف التدخين أو الكحوليات حياته ، ولكن المحبب لديه الأملاح والأكلات الدهنية ، خاصة أنه نشأ في بيت كان طعامه يُغض يالملح دائما ، ولم يصب ولله الحمد بأيٍّ من الأمراض السابقة. وبما أنه لا يعرف الاستسلام ، فلقد حاولت علاجه ، فقمت على بناء وصف الأطباء وهي كالتالي: 1- مراقبة الوزن ، والحرص على ألا يزيد عن الحد الطبيعي . 2- الممارسة الرياضة بانتظام. 3- التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون ، فإنه زاد احتياطا وابتعادًا عنها. 4- الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر والغضب. ولكنه أعترف بأن محاولاته بتطبيق ماذكرته له باءت كلها بالفشل ، فاتجه إلي ذاك الحبيب راجيا العفو منه ، لكنه لم يرحم ، فلم يجد أمامه إلا طريق الدواء ، فوصفت له عن الأطباء الأدوية الخاصة به كي يزداد معرفة أكثر ، فقرأت له حول تلك الأدوية شتى، فوجدت أنها تنحصر في التصنيف التالي: ** مُثبطات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين "ACE Inhibitors" ، وهو الأنزيم الذي يحول أنجيوتنسين 1 إلى أنجيوتنسين 2 ، والذي بدوره يؤدي إلى تقلص الشرايين ، وهو ما يزيد من المقاومة الطرفية للدم ، ومن ثَمَّ ارتفاع ضغط الدم , والعقار يمنع هذا التحول ، ومن ثَمَّ ينخفض ضغط الدم. ** ضوادّ أنجيوتنسين 2 "AngiotensinII Antagonists" ، وهي تعمل بسد مستقبلات الأنجيوتنسين على الأنسجة ، ومن ثَمَّ منعه من تقليص جدار الشرايين الطرفية التي إذا تقلصت ترفع ضغط الدم. ** مُحصرات البيتا "Beta Blockers" وهي تعمل بسد مستقبلات البيتا على القلب ، وهو ما يؤدي إلى خفض نبضات القلب ، ومن ثَمَّ نتاج القلب ، وكذلك تقلل من إفراز الكلى للرينين "Renin" الذي يساعد في إنتاج الأنجيوتنسين ، ولها تأثير يخفف من حدة التوتر كذلك. ** ضوادّ الكالسيوم "Calcium Antagonists" ، وهي تعمل بسد قنوات الكالسيوم للعضلات الناعمة في جدار الأوردة ، وهو ما يؤدي إلى استرخاء جدرانها ، وبالتالي تقلل من المقاومة الطرفية للدم ، ومن ثَمَّ ضغط الدم. ** مدرات البول "Diuretics" ، وهي تعمل بتقليل امتصاص الكلى للملح ، ومن ثَمَّ التخلص من السوائل في الجسم ، وتقليل نتاج القلب ، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. ولأن رمضان " يا حبيب القلب" أقبل فكان لزامًا على من أحببته أن يزداد بك فقهًا وعلمًا ، وأن ينظروا في علاقتك بالصيام ، والحمد لله تعالى أن وجدتك بالمحبين رحيمًا إذ لم تمنع أحداَ من الصيام ، بشرط أن يهتموا بصيامهم وطعامهم وسلوكياتهم ، وأن يستمعوا إلى نصائح الشهر الكريم لمن هم أصدقاؤك وأحباؤك. واكتشفت أن رمضان بصيامه ، وبأكله الصحيح المعتدل ، وبأخلاقه وسلوكياته ، وبالتغييرات الفسيولوجية التي تحدث للصائم ، يفيد في التعامل معك يا " الحبيب " وهي من ثلاث جهات: الجهة الأولى: تخليص البدن من المواد الضارة كالدهون ، وانخفاض معدل الكولسترول ، وإنقاص الوزن ، وهكذا كله يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة. كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم كذلك ، إذ قدَّر العلماء أن المصلي لصلاة التراويح يصرف 200 سعرًا حراريًّا خلال الصلاة. الجهة الثانية: التزام الهدوء يخفض ضغط الدم: إذ أمر النبي( صلى الله عليه وسلم ) المسلمين قائلا: " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل: إني صائم" متفق عليه.. كما إن الانفعال والتوتر يزيدان من إفراز الأدرينالين في الدم ، والأدرينالين يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، لذلك كانت وصية الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) للصائم بعدم الانفعال والغضب حتى يحفظ المسلم نفسه وصحته ، وحتى يحفظ له كذلك احترامه وحسن خلقه ، وهو السلوك الذي يتربى عليه المسلم في رمضان ، ثم يغدو خلقه طوال حياته. الجهة الثالثة: لاحظ العلماء أن عضلات الصائم تفقد كثيرًا من الصوديوم ، وكذلك شأن كريات الدم الحمراء ، وهو ما قد يكون له مردود على اعتدال ضغط الدم ، كما تؤكد بعض النظريات العملية.. هذا عن ارتباطك أخوي وأختي بهذا الشهر الفضيل ...! أما النصائح التي توجَّه لأتباعك المحبين خلال شهر رمضان فهي كتالي:- 1- الإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار وحتى الإمساك لتجنب الجفاف في اليوم التالي وما قد يتبعه من مضاعفات. 2- تجنب السوائل التي تحوي نسبة عالية من الدسم أو من مادة الكافيين( كالقهوة والمشروبات الغازية إلخ) 3- تجنب الدهون ، والابتعاد عن الإفراط في النشويات ، حتى لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع الكوليسترول بالدم. 4- التزام أخذ الدواء بانتظام ، وتوجد عدة أنواع من الأدوية المستخدمة في علاج الضغط ذات المفعول الطويل ، حيث تستخدم مرة واحدة أو مرتين كحد أعلى خلال اليوم ، والتي يمكن تناولها مساء ، ولا تتعارض مع الصيام. وختاما يا ضغط الدم " الحبيب "... ها قد صيرت بمحبينك خبيرا ، فكن بأنواعك وأعراضك وأدوائك بصيرا.. وما ذاك إلا لرضاك عنهم ، فلا يخالفونك فتضرهم... فقد جعلت يا ذا الحبيب عداوتك تقتلهم ، ولكنهم ما زلوا خائفين منك ، لا لشيءٍ إلا لأنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حكمتك في الحياة ، وأخوف ما أخافه أن تكون: " ومن الحب ما قتل".. فغدوا قتلاك في الحالتين..!! دمتوا سالمين.... الجفاف: هو أحد العوامل الأساسية المسببة للجلطات في الأوردة والشرايين ؛ حيث يسبب زيادة في لزوجة الدم ، وهو ما يشجع على تجلط الدم. ومن العوامل الأخرى زيادة قابلية عناصر الدم للتجلط ، وكذلك ركود الدم في حالات السبات لمدة طويلة وعدم الحركة ، وإصابة الغشاء المبطن للأوعية الدموية بالالتهابات. وبالنسبة لصيام المرضى المصابين ببعض أمراض الأوعية الدموية فهناك حالات لايجوز فيها الصيام ولا يصرح به طبيًا ، وهناك حالات يصرح بها طبيًا ، بل إن هناك بعض الحالات التي يفيد فيها الصيام طبيًا. حالات لا يجوز فيها الصيام: لا ينصح بالصيام في حالات الجلطة الحادة للأوردة العميقة في أي مستوى من مستوياتها في الطرف السفلي ، سواء في الأوردة التي تحت الركبة ، أو أوردة الفخذ ، أو أوردة البطن والحوض. والخطورة في هذه الحالات ترجع إلى أن الصيام قد يسبب جفافًا بالجسم ، وينتج عن ذلك زيادة في لزوجة الدم ، وهو ما يزيد من سرعة تجلط الدم وتفاقم الحالة. وبالرغم من استمرار العلاج فالارتواء أحد العوامل المهمة في علاج الجلطة. وينطبق ذلك على حالات تجلط الدم بالشرايين وهو أخطر ؛ لأنه يمنع تدفق الدم إلى الجزء المصاب ، سواء كان ذلك في المخ أو القلب أو الأمعاء أو الأطراف ، كذلك فإن المرضى الذين سبق أن أصيبوا بجلطة في الأوردة العميقة ، وحدث نشاط حاد في الجلطة ؛ فتعامل الحالة طبيًا كالجلطة الحادة تمامًا ، ويحظر فيها الصوم. حالة يمكن فيها الصيام: ولكن في حالات الجلطة السابقة التي مضى نحو3 أشهر عليها أو أكثر ولم يحدث بها نشاط في خلال الشهور الأخيرة فيمكن الصيام بعد التأكد من الطبيب الثقة أنه ليس هناك نشاط في الجلطة ، وفي هذه الحالات يجب أن يرتوي المريض بشرب الماء ، وذلك طوال الفترة بين الفطور والإمساك ، وليس فقط شرب كميات كبيرة من الماء عند الإمساك مرة واحدة ، وبهذه الطريقة يحدث ارتواء للمريض معظم أوقات اليوم ، ويراعى أن يتناول المريض العلاج الذي يتناوله قبل الصيام. أما في الحالات التي أصيبت بجلطة في الأوردة العميقة ، وظلت تحت العلاج لعدة شهور ، كما قرر لها الطبيب المعالج ، وحان وقت إيقاف الأدوية المسيلة للدم طوال شهر رمضان ؛ فينصح بالاستمرار في العلاج أثناء شهر الصوم مع مراعاة الارتواء بشرب الماء طوال الليل من الفطور وحتى الإمساك. حالات يفيد فيها الصيام: أما بالنسبة لمرضى تصلب الشرايين عامة بدون انسداد أو ضيق في الشرايين ؛ فينصح بالصيام وهو مفيد ؛ حيث إنه مع الصيام السليم والالتزام بعدم الإفراط في الدهنيات والسكريات والنشويات ، فإن نسبة الدهون في الدم مثل الكوليسترول وثلاثي الجلسريدات تنخفض ، بل إن نسبتها تعتدل نحو الأفضل ، وهو ما يمثل علاجًا غذائيًا جيدًا لمرضى تصلب الشرايين ، ويراعى أيضًا بالاستمرار في العلاج الذي يتناوله المريض ، خاصة الأسبرين ذا الجرعة الصغيرة والارتواء بالماء طوال ليلة الصيام. حاسة البصر: العين البشرية هي جوهرة وأداة النظر التي تمكننا من رؤية الأشياء حولنا ، إنها هبة من الخالق العظيم لا يمكن تقديرها بثمن . وتعتبر حاسة البصر من أهم الحواس الخمس ؛ لأنها المسؤولة عن تلقي50% من الإشارات التي تدخل إلى الدماغ مما يحيط بالإنسان من أحداث. والحقيقة أن هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسنا ملموسا بالصوم.. وهذا من حكمة الله جل وعلا أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان ، وهذا مصداق لقوله تعالى في محكم التنزيل{ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } صورة(البقرة: 184) 0 ويمكن أن نعطي فكرة مبسطة عن أهم أمراض العيون التي تتحسن بالصوم وهي كالآتي:- *** الجلوكوما ( الماء الأزرق ) المزمنة البسيطة ويحدث هذا المرض في العقد السادس من العمر ، ويصيب الرجال والنساء بنفس النسبة. ويتميز بالعلاقات المرضية الآتية:- 1- ارتفاع في ضغط العين ، انكماش في المجال البصري ( ميدان النظر ) تكور حلمة العصب البصري ؛ وهو ما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري الأمر الذي ينتج عنه كف البصر( العمى )... وقد وجد أن هذا المرض يتحسن تحسنا ملحوظا بالصوم ، ولا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان بالإضافة إلى صوم النافلة... ويمكن تفسيره ، بأنه أثناء الصيام يزيد تركيز الدم ، أي تقل نسبة الماء الموجودة فيه ، وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم.. ولهذا نجد أن زوائد الجسم الهدبي بالعين المسئولة عن إفراز السائل المائي تتأثر بنفس( الميكانيزم ) مما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي المسئول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا... والصوم بدوره يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي ، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي ، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي ، مثل عقار الدايموكس Diamox الذي يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو عن طريق الحقن... عافنا الله . تنبيه: من الضروري عدم الإفراط في تناول كميات كبيرة من السوائل أو المشروبات والماء بعد سماع أذان المغرب مباشرة ، بينما تكون المعدة في هذه الحالة خالية تماما. وإذا حدث ذلك فإننا نجد أن هذه السوائل يتم امتصاصها من الأمعاء بمعدل سريع ، فتذهب مباشرة إلى الدم ؛ مما يؤدي إلى انخفاض تركيز الدم ؛ وبالتالي تحدث زيادة ملحوظة في إفراز السائل المائي بواسطة الجسم الهدبي مما ينتج عنه زيادة ضغط العين وبخاصة لدى مرضى الجلوكوما المزمنة البسيطة ، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة حدتها. 2- الجلوكوما ( الماء الأزرق ) الحادة الاحتقانية: هذا النوع من الجلوكوما يحدث في العقد الخامس من العمر ، ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة. كما أن الشخص العاطفي حاد الطبع عصبي المزاج يكون أكثر تعرضا للمرض من الشخص العاطفي الذي لا يتفاعل تفاعلا خطأ مع المشكلات التي تواجه. بالإضافة إلى أن هذا النوع يحدث بنسبة كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من طول النظر ، حيث تتميز عيونهم بصغر حجمها ، والخزانة الأمامية تكون ضحلة أو قل: إن زاويتها تكون ضيقة. ولا شك أن الحالة النفسية المطمئنة والصفاء الروحي والنفحات الإيمانية التي يعيش فيها الصائم.. كل ذلك يؤدي إلى استقرار حالته النفسية والعصبية. ومن ثم يكون الصائم أقل عرضة من غيره للإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية التي تؤدي إلى حدوث الجلوكوما الحادة الاحتقانية.. وسط هذا المنطلق نستطيع أن نقول: إن دور الصيام في مثل هذه الحالات يعتبر دورا وقائيا في المقام الأول. 3- أمراض الشبكية:هناك بعض أمراض الجسم العامة التي تؤدي إلى حدوث اعتلالات بالشبكية وأهمها: أ- حالات ارتفاع ضغط الدم. ب- حالات تصلب الشرايين. ج- مرض السكري. والدور الذي يؤديه الصوم في مثل هذه الحالات يعتبر أساسا دورا وقائيا ، إذ إن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري ، ما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ومنع تفاقمها في هذه الحالات ، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات إلى حد كبير. ومن أهم هذه المضاعفات حدوث اعتلالات الشبكية التي تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى. أما في حالات اعتلالات الشبكية الموجودة بالفعل فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة ، وعدم تفاقم حدتها ، وهذا يعتبر في حد ذاته عاملا مهما. والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي مرض من أمراض العين يزيد حدوثه أو يتأخر شفاؤه أو تتفاقم حدته بسبب الصيام طالما أن المريض يستعمل العلاجات الموضعية للعين الخاصة بهذه الحالات بصفة منتظمة ليلا ونهارا ، حيث إن جميع العلاجات الموضعية للعين لا تفطر ، وبالتالي لا تتأثر الحالة المرضية للعين بسبب الصيام. صيام المريض والعمليات الجراحية: في الواقع يختلف الوضع حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض في عينه ، وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين نجد أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين: ** القسم الأول:العمليات الصغرى مثل عمليات الشعرة والكيس الدهني وإزالة حبيبات التراكوما( عملية الفصد ) وعمليات الظفر واللحمية وتسليك مجرى الدموع وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية. وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى فعليه أن يصوم ، وليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام ، لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقا على الصيام بأي شكل ويحضرنا قول المولى تبارك وتعالى{وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} صورة ( البقرة: 184). وإذا احتاج المريض إلى علاج بالفم مثل المضادات الحيوية ، فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول يتعاطاها في الفترة بين المغرب والفجر ، أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام ، حيث إن الحقن لا تفطر من الناحية الشرعية ، كما أفتى بذلك أهل العلم ، ما عدا حقن الجلوكوز لأنها تعتبر غذاء. ** القسم الثاني العمليات الكبرى مثل عمليات الماء الأبيض( الكتاركت ) والماء الأزرق( الجلوكولما ) وترقيع القرنية والانفصال الشبكي وعمليات إزالة أورام العين وعمليات الحجاج… إلخ. وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه ، له أن يفطر، ولا حرج عليه وكذا يدل دلالة واضحة على تيسير وسماحة الشريعة الإسلامية. ونستطيع أن نفهم عن ذلك من قول الله جل شأنه: { يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا }.. صورة ( النساء: 28 ) ، وقوله علا قدره وجل شأنه { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }.. صورة( البقرة: 185 ) , وقوله تعالى{ وما جعل عليكم في الدين من حرج } صورة ( الحج: 78 ). وكذك نستطيع أن نلمس يسر الدين الحنيف في قول الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم ): " لا ضرر ولا ضرار" وقولـه ( صلى الله عليه وسلم ): " إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".. أخرجه البخاري. علاج قطرة العين: عندما يقوم المريض بوضع القطرة في عينه ، فإننا نلاحظ أن جزءا منها يفقد إلى الخارج دون استفادة منه عند غلق العين ، وجزءا آخر يمتص بواسطة أنسجة العين. أما الجزء الأصغر وهو جزء يسير جدا فيختلط مع الدموع ليمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي ثم إلى القنيوتين الدمعيتين العلوية والسفلية اللتين تتحدان سويا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي منه تمر الدموع إلى الماسورة( الوصلة ) الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف. وجزء من هذه الدموع تنزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان ، وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي. ولذا نجد أن جزءا صغيرا جدا لا يذكر يصل إلى البلعوم الأنفي ، وهذا يفسر لنا لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات، بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق والثلث الخلفي من اللسان. ويمكن أن نوضح هذه الظاهرة بأنها مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق إذا كانت القطرة لها طعم مميز ، فلا شيء على الإطلاق إذا أحس المريض بطعم في حلقه. ومن ناحية أخرى لكي يطمئن المريض ومن باب الحيطة ودفع الوسوسة يمكن للمريض إذا شعر بطعم في حلقه أن يبصق في منديل أو نحوه لطرد طعم القطرة الموجود في الحلق وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه... قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون َ{صورة( البقرة: 283 ) فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه شرع الصيام وجعله سنة عامة على كل أجيال البشر حيث تذكر لنا كتب التاريخ أن الفرس والرومان والهنود واليونان والبابليين والمصريين القدماء كانوا يمارسون الصوم ، باعتباره عملا من الأعمال الحسنة ، كما من مارسه ويمارسه هم اليهود والنصارى ولكن بصور أخرى ابتدعوها وانحرفوا بها عن المعنى الحقيقي للصيام. إن الكائنات الحية جميعًا ما عدا الإنسان يسيرها الله وفق قانون متوازن للحصول على احتياجاتها من الغذاء فتأخذ منه على قدر حاجتها , فنجد أن شهية الحيوان للطعام ترتبط بالحاجة الحقيقية له أو لما سخرت من أجله ، فقد يمتنع الحيوان عن تناول الطعام لفترة طويلة كما في البيات الشتوي عند بعض الحيوانات ، أو يتناول وجبات متباعدة جدًّا كما هو الحال عند بعض الثعابين ، أو يمتنع الحيوان عن الطعام خلال فترة المرض أو الإصابة بجرح أو كسر كما هو الحال في الخيول والكلاب والقطط وغير ذلك ، أو عندما يريد الحيوان السفر والهجرة أو التكاثر كما في سمك السلمون وبعض الطيور والثدييات. ولكن الإنسان أعطاه الله الإرادة وحرية الاختيار ، لذلك فقد تنفصل شهيته لتناول الطعام عن حاجته الحقيقية له ، فتراه يلتهم منه ما يزيد عن الحاجة ، وخصوصًا عندما يتوفر الطعام بأنواع مختلفة وأشكال عديدة وإن الإنسان في هذا العصر كما يقول أحد العلماء : لا يأكل لأنه جائع ، بل يأكل ليرضي شهوته للطعام فيتراكم الفائض منه في الجسم ، ويُحدث اضطرابًا في مكوناته من العناصر المختلفة ، وتتراكم سموم الأغذية في أنسجته فيحدث الخلل ، وتظهر الأمراض والعلل. إن الأخطار والأضرار الناتجة من كثرة الأكل بلا موعد أو ضابط ، باتت حقيقة لا نزاع فيها.. يقول أحد العلماء: من المؤكد أن الأكل وخصوصًا المتعاقب( إدخال الطعام على الطعام ) يشكل عبئًا ثقيلا بالتمثيل الغذائي على الجسم ، وإن قطع هذه العادة سيقلل من إفراز هرمونات الجهاز الهضمي والأنسولين بكميات كبيرة ، وهو ما يحفظ صحة الجسم ويعطي للإنسان حياة أفضل وأطول ، ولقد أكدت الأبحاث أن فئران التجارب التي تأكل يومًا بعد يوم يمتد عمرها 63 أسبوعًا أطول من مثيلاتها التي يسمح لها بالأكل كلما تريد كما أنها كانت الأكثر نشاطًا في الأسابيع الأخيرة من عمرها. ومع بزوغ عصر النهضة العلمية في أوروبا أخذ العلماء يطالبون الناس بعدم الإفراط في تناول الطعام والانغماس في الملذات ويقترحون الصوم للتخفيف من ذلك ، حتى قال أحدهم يخاطب قومه: يا إيطاليا البائسة المسكينة ألا ترين أن الشهوة تقود إلى موت مواطنيك أكثر من أي وباء منتشر أو حرب كاسحة ، إن هذه المآدب المشينة( صور للمآدب وللآكلين بشراهة ) ، والتي هي واسعة الانتشار اليوم لها من النتائج الضارة ما يوازي أعنف المعارك الحربية ؛ لذلك يجب علينا ألا نأكل إلا بقدر ما هو ضروري لتسيير أجسامنا بشكل مناسب ، وإن أية زيادة فيما نتناوله من كميات الطعام تعطينا سرورًا آنيًّا ، ولكن علينا في النهاية أن ندفع نتائج ذلك مرضًا ، بل موتًا في بعض الأحيان. أليس هذا كله شهادة للإعجاز العلمي في حديث النبي( صلى الله عليه وسلم ): " ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلاً ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه".. رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم ، يشهدون بأقوالهم وأبحاثهم لحديث النبي( صلى الله عليه وسلم ) وهم لا يعرفونه ، وعقائدهم تخالف ذلك تمامًا. يقول الطبيب الإنجليزي( تشين ) الذي كان يعيش في القرن الثامن عشر:" لست أدري ما عليه الأمر في البلدان الأخرى ، ولكن نحن البروتستانت لا نعتبر الإفراط في تناول الطعام مؤذيًا ولا ضارًّا ، حتى أن الناس يحتقرون أصدقاءهم الذين لا يملئون بطونهم عند كل وجبة طعام"... إن من أحدث العلاج للسمنة اليوم تثبيت بالون في المعدة بحجم ثلثها لتحديد كمية الطعام والشراب وترك ثلث المعدة خاليًا بالإجبار ، وقد كانت نتيجة علاج السمنة بهذه الطريقة رائعة. وصدق الله القائل عن رسوله( عليه الصلاة والسلام ): " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى". لذلك شرع الله الصيام ؛ تزكية لنفس الإنسان وتهذيبًا لسلوكه ، ووقاية وعلاجًا لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه ، قال تعالى: " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" أي إن كنتم تعلمون فضيلة الصوم وفوائده ؛ وقد تجلت هذه الفوائد في زماننا هذا لمن أوجب الله عليهم الصيام ولمن يطيقونه من أهل الرخص ومن ذلك كتالي:- 1- علاقة الصيام بجهاز المناعة فقد تحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف عند الصائمين ، وهي الخلايا المدافعة عن الجسم ضد الكائنات الدقيقة والأجسام الغريبة التي تهاجمه ، كما ازدادت نسبة الخلايا المسئولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة وهي نوع خاص من الخلايا اللمفاوية وتسمى الخلايا التائبة ، كما ارتفعت بعض أنواع من الأجسام المضادة ، وهي التي تقوم بتدمير الكائنات الغازية للجسم. 2- علاقة الصيام بالوقاية من مرض السمنة وعلاج أخطارها قد تنتج السمنة من خلل في التمثيل الغذائي أو من ضغوط بيئية ونفسية واجتماعية ، ويمثل الصيام الإسلامي الحاجز الوقائي من كل هذه المسببات إذ يتحقق الاستقرار النفسي والعقلي بالصوم ، نتيجة للجوالإيماني الذي يحيط بالصائم وكثرة العبادة والذكر وقراءة القرآن ، والبعد عن الانفعال والتوتر وضبط النوازع والرغبات وتوجيه الطاقات النفسية والجسمية توجيهًا إيجابيًّا نافعًا ، كما يعالج الصيام الأمراض الناتجة عن السمنة كمرض تصلب الشرايين وضغط الدم وبعض أمراض القلب. 3- كان الأطباء وما زالوا يعتقدون أن الصيام يؤثر على مرضى المسالك البولية ، وخصوصًا الذين لديهم قابلية لتكوين الحصيات الكلوية ، أو الذين يعانون من فشل كلوي فينصحون مرضاهم بالفطر وتناول كميات كبيرة من السوائل ، وقد أثبتت الأبحاث العلمية خلاف ذلك ؛ إذ يرتفع معدل الصوديوم في الدم أثناء الصيام ، فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم كما ازدادت مادة البولينا في الدم فساعدت في عدم ترسب أملاح البول التي تكون حصيات المسالك البولية. 4- كما لم يؤثر الصيام على من يعانون من الفشل الكلوي مع الغسيل المتكرر ، وهو من أخطر أمراض الجهاز البولي ، ما ثبت أن الصيام لا يشكل خطرًا على معظم مرضى السكر إن لم يكن مفيدًا للكثيرين منهم ، ولا يشكل خطرًا على المرضعات والحوامل في الأشهر الستة الأولى من الحمل. 5- يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة ، وخصوصًا المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث بهذه السموم. 6- يستفيد الإنسان من العطش أثناء الصيام ، حيث يساعد ذلك في إمداد الجسم بالطاقة وتحسين القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة. 7- يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة ، كما أن الإكثار منه يخفف ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية عند الشباب ، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسمية والانحرافات السلوكية ، وذلك تحقيق للإعجاز في حديث النبي( صلى الله عليه وسلم ):" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".. حيث هبط هرمون الذكورة ( التوستيتيرون ) هبوطًا كبيرًا بالصيام المتواصل لعدة أيام ، ثم ارتفع بعده ارتفاعًا كبيرًا ، وهذا قد يشير إلى أن كثرة الصيام الإسلامي وتقليل الطعام أثناءه له القدرة كالصيام المتواصل على كبح الرغبة الجنسية مع تحسينها بعد الإفطار. 8- تتهدم الخلايا المريضة والضعيفة بالجسم عندما يتغلب الهدم على البناء أثناء الصيام ، وتتجدد خلايا الجسم أثناء مرحلة البناء. 9- يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيرًا سلبيًّا على صحتهم ، وينظرون إلى أجسامهم نظرتهم إلى الآلة الصماء التي لا تعمل إلا بالوقود ، وقد اصطلحوا على أن عدم تناول ثلاث وجبات يوميًّا أمر سيكون له من الأضرار والأخطار الشيء الكثير ، وهو ما جعلهم يقضون الليل في شهر رمضان وكل همهم تعويض هذه الوجبة بالتهام المزيد من الطعام والشراب.. ويمكثون معظم نهار الصيام نائمين خوفا على صحتهم فتتعطل الأعمال ويقل الإنتاج ، ويزداد استهلاك الطعام والشراب. وإليكم الأدلة العلمية القاطعة على خطأ هذا المعتقد والسلوك. 10- تشير الدراسات العلمية المحققة في علم وظائف الأعضاء إلى يسر الصيام الإسلامي وسهولته ، وعدم تعرض الجسم لأي شدة تؤثر تأثيرًا ضارًّا به ، بل العكس تحقق له فوائد جمة ما كان يمكن لها أن تتحقق إلا بالصيام ، فالصيام الإسلامي صيام سهل ويسير على الجسم ، قال الله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" قال الرازي: إن الله تعالى أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر ، وما أوجبه إلا في مدة قليلة من السنة ، ثم ما أوجب هذا القليل على المريض ولا على المسافر. 11- يتجلى هذا اليسر في إمداد الجسم بجميع احتياجاته الغذائية وعدم حرمانه منها ، فالإنسان في هذا الصيام يمتنع عن الطعام والشراب فترة زمنية محدودة من اليوم ، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وله حرية المطعم والمشرب ليلا ، وبهذا يعتبر هذا الصيام تغييرًا لمواعيد تناول الطعام والشراب فحسب. 12- إن الله سبحانه أودع في الإنسان طاقات مختزنة ، تكفيه إذا انقطع عن الطعام بالكلية من شهر إلى ثلاثة أشهر لا يتناول فيها أي طعام قط. 13- وبناء على هذه الحقيقة أنشئت المصحات العالمية الطبية لعلاج كثير من الأمراض المزمنة بما يعرف بالصيام الطبي ، والتي يحرم فيها المريض أو الصائم بهذا الصيام من كل أنواع الطعام والشراب ما عدا الماء القراح. 14- نرى أن مدة الصيام الإسلامي والتي تتراوح من12-16 ساعة يقع جزء منها في فترة الامتصاص ، وهي حوالي خمس ساعات بعد الأكل ، ويقع معظمها في فترة ما بعد الامتصاص ، والتي تتراوح من12-14 ساعة ، وهذه الفترة آمنة تمامًا بالمقاييس العلمية ، حيث يتوفر في هذه الفترة تنشيط جميع آليات الامتصاص والتمثيل الغذائي يتوازن ، فتنشأ آلية تحلل الجيكوجين وأكسدة الدهون وتحللها ، وتحلل البروتين وتكوين الجلوكوز الجديد منه ، ولا يحدث للجسم أي خلل في أي وظيفة من وظائفه فلا تتأكسد الدهون بالقدر الذي يولد أجسامًا كيتونية تضر بالجسم ، ولا يحدث توازن نتروجيني سلبي لتوازن استقلاب البروتين ، ويعتمد المخ وخلايا الدم الحمراء والجهاز العصبي على الجلوكوز وحده للحصول منه على الطاقة. 15- بينما التجويع أو الصيام الطبي لا يقف عند تنشيط هذه الآليات ، بل يشتد حتى يحدث خللا في بعض وظائف الأعضاء ؛ لذا نهى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن الوصال في الصوم تيسيرًا وتخفيفًا على أمته ، بناء على ذلك فإن خلايا الجسم تعمل بصورة طبيعية أثناء الصيام وتحصل على جميع احتياجاتها من المخزون الضخم في الجسم فعمليات التغذية لا تتوقف أبدًا ، ولكن الذي يتوقف هو عمليات الهضم والامتصاص. 16- يعتبر الصيام الإسلامي تمثيلا غذائيًّا فريدًا: إذ يشتمل على مرحلتي البناء والهدم فبعد وجبتي الإفطار والسحور ، يبدأ البناء للمركبات المهمة في الخلايا وتجديد المواد المختزنة ، والتي استهلكت في إنتاج الطاقة ، وبعد فترة امتصاص وجبة السحور يبدأ الهدم فيتحلل المخزون الغذائي من الجليكوجين والدهون ، ليمد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء الحركة والنشاط في نهار الصيام ، لذلك كان تأكيد النبي( صلى الله عليه وسلم ) وحثه على تناول وجبة السحور ، وذلك لإمداد الجسم بمواد البناء ، وكان حث رسول الله ( عليه الصلاة والسلام ) على تأخير السحور وتعجيل الفطر ؛ لأن هذا من شأنه تقليص فترة الصيام حتى لا تتجاوز فترة ما بعد الامتصاص ما أمكن ، وبالتالي فإن الصيام الإسلامي لا يسبب شدة ، ولا يشكل ضغطًا نفسيًّا ضارًّا على الجسم ، بحال من الأحوال ، بل عكس ذلك فإن الصيام يحسن درجة تحمل المجهود البدني ، بل وكفاءة الأداء العضلي. 17- أجرى بعض العلماء تجارب في هذا الأمر ثم أشار إلى النتائج فقال: إن كفاءة الأداء العضلي للصائمين في هذه التجربة المثيرة قد تحسن بنسبة 20% عند 30% من أفراد التجربة و7% عند 40% منهم ، وتحسنت سرعة دقات القلب بمقدار6% وتحسنت حصيلة ضغط الدم مضروبًا في سرعة النبض بمقدار12% ، وتحسنت درجة الشعور بضيق التنفس بمقدار 9% كما تحسنت درجة الشعور بإرهاق الساقين بمقدار 11%. إن هذه التجربة الرائعة تبطل المفهوم الشائع عند الكثيرين من الناس من أن الصيام يضعف المجهود البدني ، ويؤثر على النشاط والحركة فيخلدون إلى الراحة والسكون ، ويقضون معظم نهار الصوم في النوم والكسل. فمن أخبر محمدا( صلى الله عليه وسلم ) بكل هذه الحقائق عن الصيام ، ومن أخبره أن في الصيام وقاية من أضرار نفسية وجسدية..!؟ ومن أطلعه على أن كثرة الصيام تثبط الرغبة الجنسية ، وتخفف حدتها وثورتها ، خصوصًا عند الشباب ، ومن أخبره أن في الصيام منافع وفوائد يجنيها الأصحاء ، بل ومن يستطيع الصيام من المرضى وأصحاب الأعذار..!؟ ومن أخبره بأن الصيام سهل ميسور ، لا يضر بالجسم ولا يجهد النفس مع أنه( صلى الله عليه وسلم ) نشأ في بيئة لا تعرف هذا الصيام ولا تمارسه..!؟ لذا فإن المخبر عن كل ذلك هو الله سبحانه القائل لرسوله( صلى الله عليه وسلم ):" لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه" صورة( النساء: 93 ). وهكذا يرى العلماء في هذا الزمان أن الذي جاء به محمد( صلى الله عليه وسلم ) هو الحق المنزل من الله جل شأنه.. قال تعالى( يرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ) صورة( سبأ: 6 )... تدريب الأطفال على الصوم أخي المسلم أختي المسلمة أن رمضان هو أنسب الشهور لتدريب أبنك وأبنتك على قهر حاجات الجسد الإضافة إلى زيادة القدرة على تحملهم المسئولية.حيث ثبت أن شهر رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة. ولقد روى الشيخان أن الصحابة كانوا يدربون صبيانهم الصغار على الصوم. وقد دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان ، أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من غيرهم ، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسئولية.ويعد السن العاشر لهم أنسب لصيام الأطفل ، فالطفل يمكنه الصيام عند هذه السن وصيامه لن يشعره بأي متاعب صحية ، وننبه هنا إلى خطورة صيام الطفل عند السابعة أو ما قبلها ؛ لأنه عند هذه السن سيكون في أمس الحاجة إلى المواد الغذائية ، وبنسب معينة تلاحق نمو جسمه السريع وتحميه من الأمراض التي قد يتعرض لها.وثمة طريقتان لصيام الطفل: الجهة الأولى:تعتمد على تأخير تناول الطفل لوجبة إفطاره العادية ، فبدلا من تناولها في السابعة صباحا كما هي العادة ، نؤخرها إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا ، ثم يصوم الطفل بعدها حتى يفطر مع أسرته عند أذان المغرب ( أي يكون قد صام حوالي 5 ساعات ) وذلك لأيام عدة ، وفي الأيام التالية نؤخر وجبة الإفطار إلى الحادية عشرة صباحا ثم إلى التاسعة... وهكذا. الجهة الثانية: بداية تعلم صوم الطفل ابتداء من تناوله لوجبة السحور مع أسرته ، ثم يفطر عن أذان الظهر( أي يكون قد صام حوالي 7 ساعات ) وذلك لمدة عشرة أيام ثم نزيد فترة الصيام في الأيام العشرة الوسطى بأن يصوم الطفل من السحور وحتى أذان صلاة العصر( أي يكون قد صام عشر ساعات ) ثم يصوم الطفل الأيام العشرة الأخيرة مثل أفراد أسرته ، أي ابتداء من السحور وحتى أذان المغرب ؛ وبذلك يستطيع الطفل صيام يوم رمضان كاملا ، وعندما يقبل رمضان التالي يكون قادرا بإذن الله تعالى على صيامه كاملا. كيف تراقب ابنك 1- يجب على الأم مراقبة طفلها أثناء صومه ، فإذا شعرت بإرهاقه الواضح أو مرضه وعدم تحمله الصيام ، فيجب عليها أن تسارع بإفطاره ، ويذكر أن هناك بعض الأمراض تمنع الطفل من الصيام ، وخاصة أمراض الكلى لاحتياج الطفل الدائم للسوائل , وكذلك أمراض السكري والسل ، والأنيميا ، وقرحة المعدة وغيرها من الأمراض التي يشير بها الطبيب المختص. 2- يراعى التدرج في صيام الطفل فكلما تدرج الطفل في عدد ساعات الصوم يوما بعد يوم ، وعاما بعد عام ، نتج عن ذلك توازن من الجسم للتغيرات الفسيولوجية التي تحدث نتيجة للصيام. وبالتالي يستطيع الطفل الصيام ، وهو في حالة صحية سليمة ودون تعب أو مشقة وفي إيمان وخشوع. 3- يجب ألا تخاف الأم على طفلها من الصيام بدعوى أنه ما زال صغيراً ؛ لأنها سوف تفاجأ بطفلها مقبلا على الصيام بحماسة شديدة تشبها بوالديه وإخوته الكبار ، ولما يحويه الشهر الكريم من عادات وتقاليد محببة وبخاصة اجتماع العائلة حول مائدة الإفطار والسحور، ناهيك عن التقاليد الشعبية التي يتميز بها شهر رمضان في كل بلد من بلادنا الإسلامية. 4- يجب أن نعجل بوجبة الإفطار بتناول بعض الرطب أو التمر أو عصير الفاكهة أو الماء المحلى بكميات قليلة وبتمهل اقتداء بالنبي( صلى الله عليه وسلم ) عن أنس قال: " كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من الماء" رواه أبو داود. ويجب ألا يعجل الطفل بشرب الماء المثلج مباشرة ساعة الإفطار ؛ لأن ذلك يربك الجهاز الهضمي ، ويعطل الهضم ، ويفضل تناول السوائل الدافئة مثل الشربة كبداية فهي تنبه المعدة. 5- يجب أن يكون غذاء الإفطار متوازنا ، وأن يحصل الطفل على السعرات الحرارية اللازمة له ، وينصح باحتواء وجبة الإفطار على البروتينات مثل( الفول واللحوم والدواجن ) التي تساعد على بناء الأنسجة الجديدة وتعويض ما ينهدم منها ، إلى جانب الخضراوات والفاكهة والنشويات( كالخبز والأرز والمكرونة ) وقليل جدا من الدهون. 6- يراعى تأخير وجبة السحور بقدر الإمكان اقتداء بالنبي( صلى الله عليه وسلم ) الذي قال: " لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور" رواه الإمام أحمد. ويجب أن تكون دسمة ومشبعة ، وأن تحتوي على البروتينات والسكريات والدهون مثل: البيض ، والفول ، والزبادي ، والخضراوات ، والفاكهة. وينصح هنا بتناول الألبان لاحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والدهون والسوائل التي تؤمن للطفل احتياجاته ، وهي غذاء كامل وتغطي فترة كبيرة من فترات الصيام. 7- يراعى أن تخلو وجبة السحور من المخللات والمواد الحريفة لأنها تسبب العطش في اليوم التالي ، ويفضل تناول كميات قليلة ومتكررة من السوائل وبخاصة عصائر الفاكهة مع الماء لتعويض الحرمان منها طوال اليوم. وإن كان لا بد من تناول حلويات رمضان( كنافة - قطايف..إلخ ) فيفضل تناولها بعد وجبة الإفطار ، وليس في السحور حتى لا تسبب العطش للطفل في اليوم التالي. 8- يجب الحد من المجهود البدني الذي يبذله الطفل في فترة الصيام. أما المجهود الذهني فمسموح به ؛ ولذلك فالاستذكار غير مجهد ، ويمكن لأطفالنا المذاكرة والتحصيل خاصة وقت ما قبل الإفطار. 9- يجب على الأم الحرص على إيقاظ طفلها وقت السحور، وتعويده على رؤية أفراد الأسرة وهم يمارسون هذا السلوك الديني العظيم ، حتى يصبح ملماً بالأصول الدينية المعمول بها في هذا الشهر الكريم ، كما يجب عليها أيضا أن تنتهز فرصة شهر رمضان لإلزام طفلها بالصلاة في أوقاتها إلى جانب الصيام ، وتعليمه قراءة القرآن الكريم ، ويجب ألا تنسى تعلمه معاني الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير...
__________________
<P align=center><IMG alt="" hspace=0 src="http://dan1909.jeeran.com/556.gif" align=baseline border=0> </P><P style="MARGIN-RIGHT: 0px" align=center><IMG alt="" hspace=0 src="http://meme111.jeeran.com/baby2-eye_2_.gif" align=baseline border=0><BR><A href="http://arab.6arab.com/3abady..ya-5aleye-elalb |
#2
|
|||
|
|||
![]() مشكور وجزاك الله خير يا اخ فحل الجنوب فين الناس طولت الغيبه كل عام وانت بخير
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خير فحل الجنوب
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() اهلا وسهلا بك يأخ فحل الجنوب نأمل أن تكون أسباب غيابك عن هنا خيراً وجزاك الله خيرا على الموضوع. وبشهر الخير تكون أقرب إلى الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|