اختلفت مفاهيم الزواج في أيامنا حتى أثرت على الحراك الإجتماعي في العالم, من حيث تفكك الأسرة والشذوذ الجنسي والانفتاح على الحريات وإباحة المحرمات على صعيد العائلة والجنس والزواج, وكثرت المصطلحات اللغوية المتعلقة بأمور الحياة كافة وخصوصاً في موضوع الزواج, كالمدني والمتعة والمسيار والعرفي وغيرها وحتى زواج الإنترنت وما تترك هذه الزيجات من مشكلات اجتماعية اختلف حولها علماء الدين, فكل يشرعها على طريقته الخاصة.
ولعل أشهر هذه القضايا على الساحة في الشرق الأوسط هي قضية هند الحناوي وأحمد الفيشاوي نجل النجم فاروق الفيشاوي والتي فجرتها هند منذ عامين عندما أعلنت حملها من أحمد الفيشاوي وزواجها عرفياً منه وطلبت من المحكمة إثبات بنوة الطفلة "لينا". اليكم آراء بعض أهل الفن حول هذه القضية ولا سيما بالنسبة للفتيات:
الفنانة جاكلين خوري قالت: الزواج العرفي مأساة يقع فيها الكثير من البنات والشباب أيضاً, وللأسف إن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بين بعض طلاب الجامعات وخصوصاً في المجتمع المصري. ومن جهتي لا أجد أي مبرر واحد لإقدام أي فتاة على هذه الكارثة التي تلحق بها, فقد أحل الله الزواج الشرعي, فلماذا ندخل في دوامة غير الشرعي. ثم إن الزواج العرفي أصبح موضة بين الشباب والفتيات ومنطق البعض منهم في هذا الزواج أنه حرية شخصية وتعبير عن نضوجهم واعتمادهم على أنفسهم وينتشر بين الفتيات المتحررات اللاتي يعشن على الطريقة الأوروبية.
الفنان وائل جسار قال: إن الزواج العرفي يوقع الفتاة في مشاكل عدة ومنها إذا أصبحت حاملاً وقررت الاحتفاظ بجنينها في حين رفض الطرف الثاني لهذا المشروع وإثبات الزواج وتوثيقه والإعتراف بنسبه وأحياناً كثيرة يكون حدوث هذا الزواج سببه الأهل لفقدان الحوار المتبادل بينهم وبين أبنائهم وبناتهن ودائماً الطامة الكبرى تقع على الفتاة حيث تتحول إلى مخلوق محقر ومنبوذ من الأهل والمجتمع وخصوصاً إذا لم يتزوجها شرعياً ويرد اعتبارها.
وأحياناً يكون ضحية هذا الزواج الشاب اليانع فهناك بعض الفتيات يوقعن بالشاب الذي لا خبرة له بعد لاستنزافه مادياً فيمارسن عليه أساليب الحب والإغراء فيعرضن عليه الزواج العرفي وبعد هذه الخطوة يبدأن في تنفيذ الخطة التي تدور في رأسهن وهي توريطه في زواج شرعي وتكون ورقة الضغط الحمل من الشهر الأول.
الإعلامية وفاء الكيلاني قالت: لا أستطيع الإجابة عموماً, لأن الزواج العرفي يختلف من بيئة إلى أخرى فعندنا في مصر كثر الزواج العرفي نتيجة الظروف ومشاكل الحياة الإقتصادية الصعبة التي مررتنا بها, فالشاب والفتاة لا يستطيعان تحمل نفقات الزواج, فيلجآن إلى هذا الزواج المعترف به قانوناً.
شخصياً أنا ضده, لأن مصير الأولاد فيه مجهول وأقول ذلك من حالة أعرفها, ومفادها أن هناك شاباً ولد من زواج عرفي لم يرث والده, لأن القانون لم يعترف به ولداً شرعياً رغم اعتراف والده به.
الفنانة لورا خليل أجابت: أنا لا أعترف سوى بالزواج الشرعي الذي أحله الله وكل المصطلحات والخزعبلات الأخرى أنكرها, مثل الزواج عبر الإنترنت, العرفي, السري, فالزواج المشهر والمعلن هو الذي أحبذه لأنه يسطع مثل نور الشمس والتي تقبل بالزواج العرفي تضحي بنفسها وسمعتها وأهلها وكل شيء لأنها تضع نفسها في بئر من الظلام وخصوصاً إذا ما حملت مولوداً وأنكر صاحب العلاقة نسبه ورفض إعلان وتثبيت الزواج منها, فهنا تبدأ المشاكل والقضايا بين الطرفين في المحاكم. فهنا منذ البداية على الفتاة أن تكون واعية ومدركة لأن الحب ليس معناه التسرع أو الوقوع في الخطأ فمن يحب لا بد أن يظهر ويعيش في النور, ومن جهتي أرفض بشدة أي نوع من أنواع الضعف. ثم إن هذه الظاهرة أي الزواج العرفي ليست منتشرة في لبنان, ربما هناك بعض الحالات ولكنها تكثر في المجتمع المصري وأعتقد أن هناك آلاف من القضايا تسكن سجلات المحاكم المصرية تنتظر الحكم بإثبات السبب أو صحة الزواج.
الفنانة رايا هلال قالت: ربما الظروف المادية هي التي تدفع الشاب إلى الهروب إلى فخ الزواج العرفي, لأنه حل ذهبي بالنسبة له فهو يرتاح من مصاريف الزواج وابتياعه منزل وكتابة مهر وشراء شبكة وإلى ما هنالك.
وبرأيي عندما تكون الأسرة غير مهتمة بالأبناء أو سيطرة على مشاكلهم وغير متواجدة في كل تفاصيل حياتهم تزداد فرصة وقوعهم كضحايا في فخ الزواج العرفي سواء كانوا شباباً أو بناتاً وكذلك القوة في المعاملة من الأسرة والحزم بدون وجود حوار أو تواصل يجعل الأبناء يهربون من الأسرة فيقعون في شباك هذا الزواج.
وأحياناً كثيرة تقدم الفتاة على هذه الخطوة لتضع أسرتها أمام الأمر الواقع وخصوصاً إذا كانوا منذ البداية يرفضون الحبيب الذي تريد الزواج منه, فبهذه الطريقة يصبح من السهل إقناعهم بضرورة إتمام الزواج الشرعي. ومن جهتي أرفض مثل هذا الزواج, لأني لا أعتبره صحيحاً وهو يجر الويلات ويوقع الفتاة في مآزق عدة.
|