#1
|
|||
|
|||
القطاع الخاص دمه خفيف
جميل فارسي
يتهمنا جيراننا في الدول من حولنا اننا شعب لا نعرف النكتة، يعني بصراحة دمنا ثقيل. لكن والحمد لله فان القطاع الخاص عندنا ازال تلك التهمة واثبت اننا فعلاً اولاد نكتة ودمنا شربات. واصل الحكاية ان دول العالم المتقدمة ثبت لديها يقيناً الاضرار الهائلة للتدخين على المدخنين فجاهدت لمحاربته رغم اللوبي الهائل لشركات التبغ. ثم عندما ثبت لها ان ضرر التدخين يمتد حتى الى الناس حول المدخن فانها شرعت قوانين تمنع التدخين في الاماكن المغلقة مثل المصاعد والمطارات والمطاعم والمقاهي، وربطت ذلك بعقوبات قاسية، فاصبح المدخن يعاني ليجد مكاناً يدخن فيه، بل ونُشِرَت في الصحف احكام قضائية بمليارات الدولارات على شركات التبغ تدفعها للامة تعويضاً عن ضررها على المجتمع. اما عندنا فلم نكتف بالسجائر بل امتد الامر الى المعسل، الذي يكفينا ان نعلم ان به مادة الجلسرين (التي تستخدم في صنع الديناميت) وفوق ذلك يغطى برقائق الالمونيوم، ذلك المعدن الذي ثبت ان تسربه للجسم يؤدي الى تعطيل لوظيفتي الكبد والكلى بل يمتد الى القدرة على التركيز ومن ثم الاضطرابات العقلية ( لاحظوا قيادتنا للسيارات). ولا نكتفي بذلك بل نجد انه اصبح يقدم كذلك لصغار السن عندنا واذهب الى اي مقهى في جدة وشاهد الفتيان والفتيات وانفاس المعسل تغطي وجوههم. وعندما قامت الامانة بمنع تقديم المعسل في تلك المقاهي المغلقة وخاصة لصغار السن، عندها اثبت القطاع الخاص لدينا انه فعلاً دمه خفيف، فقد تعالت منه الصيحات واعدت التقارير التي تؤكد ان القرار سيمنع اصحاب المقاهي من دخل بعشرات الملايين (تمتص من رئة شباب الامة، ولكن لا يهم طالما الدخل لاصحاب المقاهي لن ينقطع). واضافوا انهم استثمروا الملايين في تلك المقاهي التي تحرق صدور الشباب فمن يعوضهم؟ وتظهر خفة الدم اكثر عندما تحدثوا عن فرص العمل التي ستضيع على المجتمع بذلك المنع، كأنما معدوا المعسل هم من اعماق الحجاز وكأنما مسلّكو ليات الشيشة هم من أبناء بطون نجد وكأن مقدمي الشيشة للزبائن هم من هامات عسير او كأن صانعي زجاج الشيشة هم اعرق ابناء الاحساء. وتمتد خفة دم القطاع الخاص ليتحدث عن ضرر هذا القرار على السياحة الداخلية التي قيل انها ستخلق لنا سبعة ملايين فرصة عمل (وهذه اصلاً نكتة اخرى). وللوصول الى درجات قياسية في خفة الدم تعالت اصوات القطاع الخاص عن فوائد الحرية ولكن بدلاً من تصديه للحريات العامة وحرية الرأي وحرية النشر كان دفاعهم عن حرية القطاع الخاص فيما يقدم للزبائن. ثم اُختُتِمَت هوجة الحرية الاقتصادية بلمحة دروشة ايمانية (يا اخي.. من شاء فليدخن ومن شاء فليمسك). ثم ظهرت المطالبة بالتعويض، وهنا تتجلى صورة عالية من خفة الدم فليس المطلوب تعويض الشباب والامة كما فعلت المحاكم الامريكية بل المطلوب ان نعوض اصحاب المقاهي عن انقطاع الدخل الذي يتحقق لهم يومياً من تقديم هذه المادة الضارة. ثم اخيراً، تكريماً وتعظيماً لخفة الدم استجبنا لهم والغينا القرار. فعلاً ان لخفة الدم فوائد اقتصادية.
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
والله بــــــجــــــــــــــــــــد نكته تضحك العالم علينا
سلمت يديك التي خطت هذه الكلمات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
توظيف 1059 شابا في القطاع الخاص | مخاوي الليل | إقتصاد ومال واعمال | 0 | 13-04-2009 01:50 AM |
طرح 187 وظيفة لراغبي العمل في القطاع الخاص بالرياض | مخاوي الليل | إقتصاد ومال واعمال | 0 | 07-04-2009 12:47 AM |
طرح 187 وظيفة لراغبي العمل في القطاع الخاص بالرياض | مخاوي الليل | إقتصاد ومال واعمال | 0 | 02-04-2009 02:43 PM |
طرح 187 وظيفة لراغبي العمل في القطاع الخاص بالرياض | مخاوي الليل | إقتصاد ومال واعمال | 0 | 02-04-2009 11:25 AM |
طرح 191 وظيفة للشباب في القطاع الخاص | مخاوي الليل | إقتصاد ومال واعمال | 0 | 28-03-2009 10:33 PM |