#1
|
||||
|
||||
![]() هل نعاني من انفصام الشخصية ؟؟
إن الحمد لله .. نحمده و نستعينه و نستغفره .. و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له و لياً مرشدا... أما بعد. فهذا المقال يحمل في طياته سؤالا واحد يجب على كل مسلم أن يجد في نفسه الاجابة عليه ... و السؤال هو : هل نعاني – نحن المسلمون – من انفصام الشخصية ؟ لا أدري .. لعل هذه الكلمة كانت الوحيدة القادرة على وصف حالنا في هذه الايام .. و حتى تتضح الأمور يجب ان نعرف ما هو انفصام الشخصية انفصام الشخصية هو إختلال عقلانى يجعل الشخص المصاب لا يستطيع التمييز بين أفكاره العميقة و آرائه و تخيلاته من الواقع (التخيلا ت المشتركة هى عدد من الآراء و القيم لأناس آخرين فى ثقافة بعينها تؤمن بأنها واقعية) . و ما نرى عليه حالنا و حال كثير من المسلمين – إلا من رحم ربي – لا يختلف كثيراً عن ذلك .. نعم إنه حالنا و لا يجب ان نتجاهل الواقع و انما يجب مواجهته لمعرفة اسبابة و كيفية علاجه ، فكم مرة كنت تسير في الطريق و فجأة يطرق أذنيك صوت عذب يتلو القرآن و كم طربت أذناك بسماعه و ربما توقفت قليلا لتتفكر فيما تسمع، و هذا لأننا نحمل في داخلنا المؤمن الحقيقي .. ولكن ماذا بعد ؟ انك تكمل سيرك و تبلغ مقصدك .. و ياللعجب انك ذاهب في أمر يغضب الله .. انت ذاهب في معصية الله و من انت الآن ؟! ألم تؤثر فيك كلمات القرآن التي سمعتها منذ دقائق قليلة ! ... ألست أنت ذات الشخص ! .. ألم يترك القرآن فيك و لو ذرة من الخوف من الله !! .. نعم إنك نفس الشخص الذي إن شوهد قبل قليل ظن الناس انه أعبد العباد و إن شوهد الآن .... سألوا له الهداية و الرشاد . دعنا ننتقل إلى مثال آخر ... هذا يوم الجمعة قد أتى و هو عيد لكل المسلمين ، أنت تستقيظ من نومك على صوت القرآن يرتفع في جميع البيوت و المساجد و المحلات .. الجميع يشعر بهذا اليوم المبارك ... ثم يأتي ميعاد الصلاة فتذهب إلى المسجد و تجلس لتستمع إلى الخطيب و هو يعظ و ينصح ، و يسرد من القصص ما فيه العبرة و القدوة ... فتحس أن بداخلك عزم و إيمان و ثقة بالله لم تحس بها من قبل و تنوي نية أكيدة على التوبة و عدم العودة إلى الذنوب و المعاصي ، و ربما تبكي بكاء شديداً على ما سلف منك و ندما على ما انقضى من عمرك ، و تقع كلمات الخطيب عليك وقع السهام إذا ما ذكر يوم القيامة و ألون العذاب لأهل النار ، و تمتلئ شوقاً إذا ما ذكر النعيم المقيم الذي وعد به أصحاب الجنة ... ثم ماذا ؟ انقضت الصلاة و عدت إلى البيت و كأن شيئاً لم يكن .. و تعود إلى ما كنت عليه من اللهو و الانشغال عن طاعة الله و ربما عدت إلى ما كنت قد عزمت على التوبة عنه من المعاصي و المحرمات ، عجبا ألست أنت أيضا نفس الشخص !؟ أين الخشوع و التوبة و الدموع ؟ أين ما كان من ندم و عزم ؟ أين ما كان من خوف و شوق ! كيف تستطيع أن تجمع بين النقيضين .. أيهما تكون .. أو بالاحرى أيهما تحب أن تكون ؟ و الآن أسوق مثالا أخيراً - و لله المثل الاعلى - .. أتاك في يوم خبرة موت أحد اصدقائك أو أقاربك أو جيرانك فذهبت و صليت الجنازة ثم شيعتها حتى القبر و عيناك تذرف من الدمع ما لم تذرف من قبل ليس فقط حزناً على المتوفى و لكن استحضاراً لنفس المصير المحتوم و كم أراعك منظر إدخال الميت إلى القبر المظلم الموحش ! و كم ترك فيك هذا المنظر من الزهد و الخوف من الله ما جعل الدنيا في عينك لا تساوي شيء ، ثم وقفت أمام القبر قليلا تتفكر في هذا المصير و امتلأت روحك – أيضا – بالخوف و الفزع حين علمت انه الآن يسأل من الملكين .. و هنا عزمت عزماَ اكيداً على التوقف عن السعي وراء الدنيا الزائلة و الاستعداد ليوم الرحيل ، ثم انصرفت و هذا كل ما تفكر فيه ... و لكن كالعادة بمجرد ان تنصرف من المقابر ، تنسى كل ما عزمت عليه من الاستعداد للموت و تعود للسعى المستمر وراء متاع الحياة الزائل منشغلا عن الاعداد للرحلة المحتومة التى لا ينفع فيها مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ... لماذا تغير تفكيرك رغم انك نفس الانسان .. نفس المسلم ؟ و في الختام .. أكرر السؤال بصيغة أخرى لماذا نعاني من انفصام الشخصية ؟ و أرجو أن يجد كل منا في نفسه الاجابة عن هذا السؤال و أن يحاول كل منا أن يجعل من الدين منهج و اسلوب في الحياة يحكم تصرفاته و يحدد خياراته تبعاً لما جاء به من تعاليم و أسس و ليس العكس بمعنى اننا يجب ان نكيف القرارات و الخيارات المتاحة لدينا تبعا لما جاءت به تعاليم الاسلام و لا نحاول ان نأخذ من الدين ما يتماشى مع خيارانتا و رغباتنا . و أرجو ان يكون هذا المعنى واضحاً لأننا اذا تمسكنا به صلحت دنيانا و أخرانا و اذا فرطنا فيه شقينا في الدنيا و في الآخرة إلا ان يتغمدنا الله برحمة منه . و أسأل الله تعالى ان يهدينا سبلنا و أن يرزقنا المعرفة و الفتوح إن شاء الله و صلى اللهم و سلم و بارك على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين . اللهم تقبل منا صالح الاعمال و ارزقنا من الحلال و نجنا يوم لا ينفع ولد و لا مال . ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا .. ربنا و لا تحمل علينا اصراً كما حملته على الذين من قبلنا .. ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به .. و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا .. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل انت قوي الشخصية؟ | sama | ثقافية | 9 | 18-12-2006 01:55 PM |
اختبار الشخصية النرجسية | sama | ثقافية | 0 | 02-12-2006 05:51 PM |
الشخصية النرجسية | sama | ثقافية | 5 | 02-12-2006 07:15 AM |
الشخصية المحبوبة | ghost | ركن الذهبية العام | 4 | 02-11-2006 07:28 PM |
تدريبات لتقوية الشخصية | عبودي one | البرمجة اللغوية العصبية وهندسة النجاح | 4 | 03-09-2005 05:49 PM |