لم يكن البترول يوما سببا في احترام الإنسان.. وأدعوكم لمحاربة الإحباط

[مخاوي الليل]

لم يكن البترول يوما سببا في احترام الإنسان.. وأدعوكم لمحاربة الإحباط



عبد الله الحارثي، حسن الحارثي، صالح مطر، عبد الهادي الربيعي، عبد العزيز الربيعي ـ الطائف
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، إن «وجود خادم الحرمين الشريفين بين قادة دول قمة العشرين، دلالة على مكانة الملك والمملكة، ولم يكن البترول يوما سببا في احترام الإنسان أو القيادة». وأضاف «هناك دول تتمتع بوفرة نفطية ومقومات مادية وطبيعية، لكنها لم تصل إلى مكانة المملكة». ودعا الحضور الذين اكتظ بهم مسرح جامعة الطائف أمس، إلى الاعتزاز بالنفس والفخر، ومحاربة ثقافة الإحباط «التي تنتشر بفعل المحبطين الذين يريدون أن نكون معهم من المحبطين». وقال الأمير مخاطبا جمعا من مسؤولي وأعيان ونخب الطائف الفكرية وطلاب الجامعة، «أنتم تمثلون أنجح وحدة عربية وأنجح برنامج تنموي وأنجح سياسة خارجية وداخلية في الشرق الأوسط». وشدد على ضرورة أن نعي بالضبط مكانتنا بين دول العالم وبين أقراننا، ونحن باستطاعتنا أن نفعل كل شيء، وليس هناك مستحيل متى ما توفرت الإرادة والإيثار. وطمأن الأمير خالد الفيصل أبناء الطائف أن مشاريع ازدهار منطقتهم تسير وفق الخطط الاستراتيجية، واستعرض معهم ما وصلت إليه العديد من المشاريع الهامة في المحافظة، وأكد لهم أن المملكة بشكل عام تعيش في حالة استنفار لاستكمال مشاريع النماء والخير لرخاء المواطن. واستعرض خالد الفيصل ما يجري تنفيذه من مشاريع اقتصادية في مختلف أرجاء المملكة، كما عرج سموه على ما يعيشه العالم من أزمة اقتصادية، وما يقابلها من مشاريع نماء وخير. وقال أمير منطقة مكة المكرمة «في هذا اليوم الذي أحتفل فيه بزيارة هذه المحافظة وهذه المدينة الجميلة، أود أن أشكر جميع الأهالي والمسؤولين في المحافظة على مساعدتهم لي في مراجعة ما ينفذ من مشاريع، وفي ما تتطلبه المحافظة من مشاريع مستقبلية، فلقد وجدت ولله الحمد أن الكثير من المشاريع المنفذة لهذه المحافظة تسير ولله الحمد سيرا حسنا، وهناك بعض المشاريع التي تواجه بعض العقبات».
وأضاف «من الأشياء السارة أننا اتفقنا أن يكون هذا العام هو عام الانتهاء من الدراسات وابتداء التنفيذ، كما أن هناك مشاريع أخرى للطائف من أهمها مشروع تطوير المناطق العشوائية ،كما أن هناك مشروع مدينة الملك فيصل الطبية، وهناك مشاريع المدن الصناعية ومن ضمنها المدينة الصناعية في الطائف».
وأشار خالد الفيصل في حديثه إلى عدد الجامعات حيث قال: كم جامعة افتتحت هذا العام وكم ميزانياتها؛ وهو ما يكشف أن أكبر نسبة في ميزانيات الدول التي تخصص للثقافة والتعليم هي هنا في المملكة.
وأضاف أن هذا الاهتمام بالثقافة والتعليم يعكس اهتمام القيادة بإنسان هذه البلاد.
وتطرق أمير منطقة مكة المكرمة إلى المدن الاقتصادية التي ستنهض بالاقتصاد الداخلي للمملكة،حيث قال: هناك العدد من المدن الاقتصادية والمعرفية التي أنشئت في رابغ والمدينة وحائل وجازان، هناك المصانع التي تضاف سنويا إلى مصانع الجبيل وينبع، وهناك الطرق التي ليس لها مثيل في الشرق الأوسط، وهناك السكك الحديدية، وهناك شبكات الكهرباء والاتصالات التي بدأت تعم جميع المراكز والقرى، وهناك تحلية المياه وأكبر مشاريع لتحلية المياه تنفذ في المملكة؛ كل تلك المشاريع التي تنفذ خدمة للإنسان وتنمية الإنسان في المملكة، هي من فعل الاستراتيجية التي وضعت في المملكة، ومن نتائج الخطط الخمسية التي تقدم للمواطن كل خمس سنوات.
وتطرق في حديثه إلى ما يعانيه العالم بأسره من أزمة اقتصادية حيث قال: إن ما يعانيه العالم من أزمة مالية واقتصادية، نجد أن المملكة أقل تأثرا بتلك الأزمة من أي بلد آخر، وهناك الكثير من الدول نجد أنها تئن تحت وطأة الأزمة المالية ومعالجة المشاكل الاجتماعية والفكرية والسياسية، في حين أن هذه البلاد تقدم المشاريع التنموية واحدا تلو الآخر، وإذا رجعنا إلى الماضي نجد أن هناك الكثير من الدول التي كنا نتمنى أن نصل إلى مستواها؛ نجدها اليوم وقد سبقناها وتجاوزناها بمراحل، وهذا بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي اتبعتها قيادة البلاد لخدمة المواطن.
وأضاف «أود أن أنبه أبنائي الشباب إلى مكانة هذه البلاد ومكانة مواطن هذه البلاد والقيادة، وأؤكد أنهم في موقف يؤهلهم أن يعتزوا بمكانتهم ومكتسباتهم؛ اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، ويعتزوا بقيادتهم فنحن في موقف يحسدنا عليه الأعداء ويغبطنا عليه الأصدقاء، ولذلك يجب أن نحافظ على هذا المستوى بتطويره إلى الأفضل وهي مهمتنا جميعا، فلا يمكن للدولة وحدها أن تفعل كل شيء، بل لا بد من مشاركة المواطن في هذه الثقة، ونشعر بالاعتزاز والفخر أننا في هذه المكانة، ولا بد أن نحارب ثقافة الإحباط التي تنتشر في المجتمع بسبب فعل المحبطين الذين يريدون أن نكون من المحبَطين، ومحاربة تلك الثقافة هي بمعرفة مكانتنا واستعادة الثقة بالنفس والعمل على البناء المتتابع فوق القاعدة السليمة التي أسسها الأجداد».
واستطرد في حديثه لشباب الوطن قائلا: أنتم تمثلون أنجح وحدة عربية في التاريخ المعاصر، وأنجح برنامج تنموي في الشرق الأوسط، وأنجح سياسة داخلية وخارجية بين دول الشرق الأوسط، وهذا يتطلب منا أن نعي بالضبط مكانتنا بين الأمم وألا ندع مجالا لثقافة الإحباط أن تنتشر بيننا، ونحن باستطاعتنا أن نفعل كل شيء وليس هناك مستحيل، وأهم عامل من عوامل النجاح وهو أساس الطمأنينة في نفس المواطن؛ هو الدين الإسلامي ونحن ننعم ولله الحمد بالعقيدة والثبات على المبدأ الإسلامي منذ قيام المملكة، ورايتنا هي لا إله إلا الله محمد رسول الله، ودستورنا هو القرآن الكريم ولدينا قبلة المسلمين وأشرف بقاع الأرض، والإسلام لا شك أنه دين التقدم والرقي والحضارة، ولكي نفعل ذلك لا بد من أن يودع المواطن الاتكالية والكسل والتخاذل والحرص على جودة الأداء والإخلاص في العمل، وأنا أردد معكم شعار الخطة الاستراتيجية للمنطقة (نحو العالم الأول جميعا).