مستقبل غامض لأمريكا في ظل الأزمة المالية
مستقبل غامض لأمريكا في ظل الأزمة المالية
الخميس, 2 أبريل 2009
بقلم: جد جريجترجمة: إبراهيم عباس
عندما أتحدث مع رجال الأعمال البارزين في نيو هامبشير الذين أمثلهم في واشنطن، أستطيع أن أسمع نفس النغمة التي يرددها سائر الأمريكيين في البلاد: الناس يساورهم القلق بسبب الخشية من فقدان وظائفهم ومنازلهم وسلامة مدخراتهم ويلحون في معرفة الجواب على السؤال: متى يتعافى الاقتصاد؟ وما هو نوع المستقبل الاقتصادي الذي ينتظر أبناءنا؟
الإجابة على مثل هذه الأسئلة ليست سهلة. ومع ذلك أعتقد أنه على مدى الأعوام المقبلة ستتعافى البلاد من هذا الركود الحاد لأننا بلد يتمتع بالمرونة. بيد أن مستقبلنا على المدى الطويل يصعب التنبؤ به بالرغم من أن الكونجرس الديمقراطي على أعتاب تبني الرئيس أوباما خطة الميزانية التي تظهر بوضوح أن الرئيس والأغلبية الديمقراطية يريدون قيادة البلاد عنوة نحو اليسار.
ليس هناك شك في أن وصول أوباما إلى البيت الأبيض اقترن بتحديات اقتصادية كبيرة. وأنه في سبيله لتحقيق الاستقرار الاقتصادي اضطر إلى اتخاذ خطوات فعالة قد يكون البعض منها ضروريا لتجنب حدوث انهيار في النظام المالي. ولكن لا ينبغي أن ننخدع عندما يقول الرئيس إن تركة الاقتصاد المتداعي التي ورثها عن الإدارة السابقة هي سبب العجز والديون المستقبلية. وتوضح ميزانية الرئيس أن الإنفاق الحكومي الضخم ليس وليد الهبوط الاقتصادي الذي نواجهه اليوم. فهذه الميزانية سوف تجعل الحكومة تستمر في دفع المزيد والمزيد في حياتنا اليومية. وحيث إن العائدات التي تجمعها الحكومة لا تغطي كافة نفقاتها، فسوف نبقى مع مستوى لا يطاق من الديون. وطبقًا لميزانية الرئيس، فإن الين القومي سيتضاعف في خمس سنوات وسيصل إلى ثلاثة أضعافه خلال 10 سنوات، وسوف تتجاوز ديوننا 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2019 وهو أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.
|