الأزمة المالية تفرض على المتداولين مصطلحات اقتصادية جديدة

[مخاوي الليل]

الأزمة المالية تفرض على المتداولين مصطلحات اقتصادية جديدة

محمد كمال من الكويت - كونا
فرضت الأزمة المالية على متداولي الأسهم في البورصات الخليجية استخدام مصطلحات اقتصادية كانت تستعمل على نطاق ضيق مثل (معايير الملاءة المالية.. مخصصات.. نسبة الدين لحقوق المساهمين والربح التشغيلي) وأصبحت الآن تجبر المعنيين على محاولة فهم فحواها لعلها تنفعهم فيما يدور في الكواليس.
المتداولان مشعل الذايدي وبراك البدر يأتيان إلى سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) منذ مطلع العام ولدى كل منهما قاموسه الخاص المتضمن في أوراقه تلك المصطلحات الاقتصادية مع شروحاتها التي يطلعان عليها كلما دعت الضرورة إلى ذلك، ولا سيما حين يخرج تصريح من مسؤول, يرغبان في تكوين قرار استثماري بشأنه.
سلوك المتداولين الذايدي والبدر فرض نظرية جديدة تتمثل في الوعي الاستثماري لدى مستثمري البورصة ومضاربيها حيث دأب البعض منهم على فتح نقاشات صباحية قبل بدء التداولات يتحدث فيها عن مدى علمه بمصطلحات تفيده في معرفة ما يدور حوله أو ما يردده الاقتصاديون.
ولم تعد تلك المصطلحات مقصورة على فئة المحللين الماليين أو المحاسبين، بل أسهمت في بروز جيل جديد أكثر وعيا في فهم ديناميكية عمل البورصة.
وفي جولة بين أوساط المتداولين لأخذ انطباعاتهم حين يسمعون هذه المصطلحات في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المكتوبة لتتعرف عن مدى تقبلهم وفهمهم لها. قال المتداول ناصر العنيزي إن المستجدات الحاصلة في الاقتصادات العالمية التي انعكست على اقتصاد البلاد جعلت من بعض المتداولين ولا سيما الصغار منهم أكثر نضجا بما يلف التداولات من انخفاضات أو ارتفاعات نتيجة لوجود بعض التفسيرات التي كانت قراءتها مقصورة على المحللين.
وأضاف العنيزي إن هذه الطفرة في حقيقية الأمر رفعت من وعي المساهمين الذين يتسلحون بكل ما هو جديد في علم المصطلحات قبل بداية موسم الجمعيات العمومية، حيث من المتوقع أن يتميز كثيرا حضورها مع المساهمين عما سواها من سنوات مضت.
أما المتداول فيصل الشمري فأوضح أن كثيرا من المصطلحات التي نسمعها أو نقرأها هي نتاج لتداعيات الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها السلبية على كل مناحي الحياة، ومنها البورصة فوجد الجميع أنفسهم مجبرين على فهمها من أجل التعامل مع الأسهم. وعزا الشمري زيادة الوعي لدى بعض المتداولين إلى بعض وسائل الإعلام التي تسهب في شروحات كل ما هو جديد ولا سيما فيما يتعلق بأمور مثل المشتقات المالية التي لم تكن متداولة كثيرا إلا بعد بروز أزمة فيها لدى أحد البنوك المحلية.
من جانبه، قال المتداول محمد العجمي إنه ومنذ بداية العام الجاري برزت مصطلحات كانت تسمع في الجمعيات العمومية ويغض البصر عنها لعدم إدراك البعض لها، أما الآن فقد أصبح لدى الجميع وعي كامل بها ولذلك ستكون للجمعيات العمومية هذا العام نكهة خاصة. وأضاف أن المرحلة المقبلة في عمر الشركات ستشهد جدالا قد ينبئ بجيل جديد أكثر مشاكسة، لذا على مجالس الإدارات أن تعي هذا الأمر وتكون لديها ردود مقنعة على أسئلة المساهمين.
من جهته، قال المتداول سعد الديحاني إن مستوى الوعي الاقتصادي لدى كثير من المتداولين أصبح في تصاعد ملحوظ من جراء الفورة التي تشهدها الاقتصادات العالمية والتي ألقت بظلاها على اقتصاد الكويت حيث أصبحت الخبرات لدى المستثمرين أكثر مما يعني أن الفوائد التي يجنيها البعض أصبحت في تزايد. وأضاف أن التطورات الحاصلة أجبرت المتداولين على الإقبال على مراكز متخصصة في قراءة تحليل البيانات المالية من أجل زيادة الوعي لديهم في المصطلحات الاقتصادية.

[امير الود]

كل الشكر مخاوي الليل